أجلت محكمة جنايات البليدة، أمس، قضية أبرزت إلى السطح سلوكات يندى لها الجبين، بات العنف فيها سيد الموقف والاعتداءات على الناس أمرا يسيرا، حتى وإن كان البعض يسهل على المجرمين عملهم بارتياد أماكن مشبوهة، وفي أوقات أقل ما يقال عنها إنها لا تبشر بوقوع شيء محمود كانت عقارب الساعة تشير إلى قرب السادسة مساء ذات الفاتح من شهر نوفمبر من السنة الماضية، المكان حديقة بيزو بباب الرحبة بالبليدة، والضحيتان، شاب وصديقته كانا يتسامران بعيدا عن الأعين، والبقية معروفة .. مقدم المتهم الأول (م. محمد) الملقب ب “تيكا تيكا” ومحاولته اختطاف الفتاة، ليواجه رفقة شريكيه الاثنين تهما بالخطف والتعذيب والسرقة، مع سبق الإصرار وحمل سلاح محظور وجنحة عدم الإبلاغ عن الجناية المذكورة والمشاركة في نفس الأفعال. التفاصيل التي جاءت على لسان الضحية (ح. نادية )، أشارت إلى أنها كانت رفقة صديقها عندما باغتهما المتهم الأول وقام بإمساكها من ذراعها، إلا أن مرافقها حاول الدفاع عنها، فتلقى ضربة أسقطته أرضا، كما نالت هي أيضا حظها من اللكمات عند محاولتها الإفلات من قبضة المعتدي، الذي تمكن في الأخير من ادخالها عنوة في السيارة التي كان يقودها (د. فريد)، الذي توقف بعد وصولهما في منطقة معزولة، وقد قرر التراجع عن هذه العملية ما جعل المسمى “تيكا تيكا” ينزل الضحية من المركبة ويقوم بجرها أرضا متسببا لها في عدة جروح وكدمات. الضحية أكدت أن شقيق المتهم الذي كان برفقته حاول منعه، لكن هذا الأخير رفض الانصياع له، ولم يرجع عن مخططه إلا بعد تلقيه اتصالا من صديق له يؤكد أن مصالح الأمن بصدد البحث عنه، وهو ما جعله يدبر خطة لإرجاع الضحية إلى أهلها، وهو يتوسلها بأن لا تكشف عن هويته، واعدا إياها بتعويضها عن كل ما أخذه منها، وعاد أدراجه إلى وسط المدينة أين التقى بالمتهم الثالث (ش. محمود) وطلب منه أخذها للمستشفى، كما أوصاه بالتوسط لدى صديقها لعدم تبليغ مصالح الأمن. عملية التوسط والمفاوضات امتدت إلى والدة المتهم، التي تقربت من عائلة الفتاة بغية تسوية الأمر وديا، غير أن الأمور لم تسر بذلك الشكل، وتم فتح تحقيق أمني في الواقعة. المتهم الرئيسي رفض الاعتراف بما نسب إليه، مدعيا أن صديق الفتاة يحاول الإيقاع به بطلب من طرف آخر يوجد في المؤسسة العقابية لتصفية حساب قديم، بينما قال المسمى (ش. محمود) إنه حاول مساعدة الضحية بعد أن طلب منها مسايرة صديقه واعدا إياها بأنه سيعمل على تحريرها من قبضته.للإشارة، فإن تأجيل القضية جاء لغياب الشهود عن موعد المحاكمة التي سيفصل فيها في الدورة المقبلة.