نطقت محكمة الجنايات التابعة لمجلس قضاء سيدي بلعباس، حكما يقضي بإدانة المدعو (ب،ع)، البالغ من العمر 54 سنة، بالسجن المؤبد بعد متابعته بتهمة زنا المحارم. وقائع القضية شهدتها منطقة تارقة، التابعة لولاية عين تموشنت، شهر ديسمبر الماضي، حين تقدمت الضحية (ب،ف)، 17 سنة، بمعية والدتها (ب،ز) بشكوى لعناصر الدرك الوطني، مفادها أن والدها المدعو (ب،ع) يمارس عليها الجنس منذ سن التاسعة تحت وطأة التهديد بالسلاح الأبيض، مستغلا غياب والدتها التي تعمل في الحقول والبساتين المجاورة لإعالة العائلة، باعتبار أن الوالد عاطل عن العمل. كما أكدت الضحية أنه حتى بعد زواجها عرفيا بولاية وهران، كان والدها يتردد عليها في بيت الزوجية ويمارس معها المحظور، مشيرة الى أنها بعد أن سئمت من اعتداءات والدها المتكررة، قامت بحرقه مرتين متتاليتين بواسطة الزيت، إلا أنه بعد تماثله للشفاء عاود التحرش بها مجددا. وعن سبب تأخرها في رفع شكوى ضد أبيها، صرحت الضحية أنها ترددت في فضح أمر أبيها خوفا من تدهور صحة والدتها المصابة بالسكري، ناهيك عن عدم رغبتها في تشتت العائلة. الشهود، وخاصة الأخ الأصغر والأخت الكبرى، أكدا تصريحات الضحية بدليل أنهما شاهدا والدهما وهو يعتدي على أختهما تحت وطأة التهديد في عديد المرات، أما الوالدة فقد أكدت جهلها بالقضية إلى حين إخطارها من قبل ابنتها الكبرى بعد حادثة حرق الضحية لأبيها. أمام هيئة المحكمة أنكر الجاني التهمة المنسوبة إليه، وصرح أن ابنته تحاول الانتقام منه لأنه كثيرا ما كان يؤنبها على تصرفاتها الخارجة عن السيطرة. وفي مرافعتها، طالبت النيابة العامة بتسليط عقوبة المؤبد في حق الوالد، وهو الحكم الذي أيدته المحكمة بعد فراغها من مداولاتها.