يبدو أن تأهل المنتخب الغاني للدور ربع النهائي من مونديال جنوب إفريقيا قد يلقننا نحن الجزائريين درسا في التكوين والإيمان بالقدرات في الذهاب بعيدا في أي منافسة نشارك فيها للابتعاد عن شعار ”لقد فزنا دون أن نسجل أهدافا المنتخب الغاني الذي أبعد من طريقه إلى التألق المونديالي منتخب أمريكا الفائز أمام الجزائر بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع، أثبت أن بالعمل وحده يمكن الوصول إلى الهدف. فهذا منتخب غانا بطل العالم لدى الشباب ومنشط نهائي كأس أمم إفريقيا 2010 والمتأهل إلى ثمن نهائي المونديال الألماني 2006 وجد نفسه من بين الثمانية الكبار في مونديال جنوب إفريقيا وسط كوكبة من النجوم الصاعدة، وفي غياب نجمه الأول مايكل إيسيان المصاب منذ ”كان” أنغولا. هذا قد يثير فينا الرغبة في التفكير في مستقبل منتخبنا الوطني الخارج من المونديال بنقطة وحيدة ودون هدف في الرصيد رغم توقع الكثيرين بأن شباك الحارس الجزائري قد تتحول إلى شباك حارس في كرة اليد أمام الإنجليز والأمريكان. لكن لاشيء من هذا حدث، بل أبان رفاق القائد الجديد عنتر يحيى عن روح قتالية ورغبة في الفوز، ما يجعل القائمين على المنتخب مجبرين على استثمار هذا الجانب بالموازاة مع البحث عن مدرب جديد لخلافة سعدان المطلوبة رأسه آجلا أم عاجلا في انتظار عودة رئيس الفاف بالخبر اليقين من جنوب إفريقيا. سعدان يترك مجال الإثارة مفتوحا المدرب الوطني رغم كل ماقيل عنه وفور العودة من جوهانسبورغ صرح بأنه سيرتاح قليلا وبعدها سيتقرر مصيره على رأس الخضر، في وقت أكد الاتصالات التي جاءته من الإماراتالمتحدة ما جعل المتتبعين يتوقعون مغادرته العارضة الفنية حتى وإن كان عقده ينتهي في الأسبوع الأول من شهر جويلية الداخل. سعدان أضاف في تصريحاته أن لديه عروضا للإشراف على منتخبات أخرى، ولكنه لم يتخذ أي قرار ولا يفكر في دراستها حاليا. وقبلها قال أيضا إنه ينتظر عودة روراوة ليقدم تقريرا مفصلا عن المشاركة الجزائرية في المونديال، حتى وإن كان الأخير لم يقدم أي تصريح يفيد بالتخلي عن سعدان والبحث عن مدرب آخر، رغم أن الاخبار المتداولة تقول إن المدرب الأجنبي هو الحل الأفضل، خاصة في ظل عقم الهجوم الذي لم يجد له الشيخ الحلول الناجعة. وكان لتصريحات سعدان بشأن تحضير الفريق لموعد 2014 جانبا في تمديد الإثارة حول مصيره على رأس الخضر. كما أن وزير الشباب والرياضة عبر ضمنيا عن عدم الفصل في مصير سعدان، تاركا الأمر هو الآخر إلى غاية عودة روراوة ومكتفيا بالقول إن لدينا منتخبا شابا وقادرا على تسجيل نتائج أفضل والدولة ستدعمه. الخضر قد يكونون غانا أخرى سنة 2014 كل من شاهد المنتخب الغاني أو تابعه منذ كأس العالم للشباب، وحتى قبلها، أدرك أن استقرار التشكيلة أو على الأقل نواتها سيؤدي حتما إلى نتائج أفضل، وهو الإسقاط الذي يحاول البعض عكسه على الفريق الوطني الذي يملك لاعبين شبابا قادرين على لعب مونديالين على الأقل لكن بشروط ومتابعة مستمرة. لكن ما يخيف الكثيرين ويثير شكوكهم هو تشتت هذه التشكيلة التي تكونت منذ سنتين حتى وإن كان لابد من تنقيتها من بعض ”غير المنضبطين” الذين يعرفهم المدرب وكذا المنتهي مشوارهم. لكن ما يبدد هذه الشكوك نوعا ما هو الاحترافية التي أصبحت تسير عليها الاتحادية المطالبة بصرامة أكبر في بعض المواقف، خاصة بعد أن توفرت كل شروط التكفل بالمنتخب المكون من لاعبين محترفين الذين عليهم تحقيق النتائج والبداية ستكون بالفوز بكأس أمم إفريقيا 2012 لأنه حينها لا حديث عن محاولة تسجيل أفضل النتائج، ولكن تحقيق النتائج ميدانيا، وطبعا سنحتفظ بدرس غانا لسبب بسيط وهو أن هذا المنتخب إفريقي وقد لا تكون لديه نفس إمكانياتنا لكن النتائج هنا. فأين نحن.. وأين هم؟