خلّف خروج المنتخب الغاني من نهائيات كأس العالم حرقة شديدة لدى الجماهير الإفريقية، ممزوجة بفخر شديد لما قدمه رفقاء أسامواه جيان في الدورة العالمية. فالمستوى الذي قدمته “النجوم السوداء” كان فاكهة الدورة وتعويضا للمتعة البرازيلية الغائبة عن راقصي السامبا قبل مغادرتهم أمام منتخب هولندا. وبعيدا عن المتعة الغانية المعهودة، نال المدرب الصربي ميلوفان راجيفاتش حظه من الثناء بعد قيادته لأصغر منتخب من حيث معدل العمر إلى نهائي كأس إفريقيا، ثم ربع نهائي المونديال بفضل النضج التكتيكي الذي أضفاه على الطريقة الغانية، قوة شخصيته وأيضا طموحه اللامحدود، أمور رآها موقع “أبيدجان.نت” الإيفواري العامل الحاسم في تألق غانا، عكس منتخب بلاده، الكامرون والجزائر التي لم يكن لمدربيها الصفات نفسها، كما قام الموقع بوضع نقاط ثلاث تفوق فيها راجيفاتش على نظرائه سالفي الذكر. 1- ودود مع لاعبيه، لكن في إطار محدود أولى النقاط التي كان راجيفاتش منتصرا فيها على مدربي المنتخبات الإفريقية الأخرى، هي قوة شخصيته، فهو ليس بالمدرب المتساهل مع لاعبيه أو المستهتر بمهامه، كما أنه ودود أيضا معهم، إذ تبقى العلاقة التي تجمعه مع أشباله في حدود الاحترام المتبادل دون أن تبلغ من التعقيد الحدود الذي يؤثر بالسلب في مردود اللاعبين. وقد قارن الموقع بينه وبين مدرب منتخب كوت ديفوار زفين ڤوران إريكسون الذي نال حظا وافرا من الانتقادات جراء الشخصية الخاملة جدا في تعامله مع النجوم التي تحوزها التشكيلة الإيفوارية. 2- خططه لا تلقى معارضة ولا يهاب أي منتخب لم تلق حسب الموقع الإيفواري “أبيدجان.نت” خطط المدرب الصربي الجنسية راجيفاتش أي انتقادات تذكر على مدار السنوات التي قضاها على رأس المنتخب الغاني، حيث كان وفيا لنهج (4/5/1) الذي لم يتخل عنه إلا نادرا، كما عُرف عليه لعبه كل الحظوظ دون الالتفات إلى حجم المنافس أو اسمه، فهو يطالب دائما لاعبيه بالبحث عن الثغرة وتهديد مرمى المنافس، وهذا عكس معظم المدربين الأفارقة في المونديال الذين نالوا حظهم من الانتقادات، إما للدفاعية المفرطة أو للسعي وراء التسجيل دون تغطية في الخط الخلفي. 3- ليس “إستسلاميا” ولا مغلوباً على أمره آخر النقاط التي أبهر فيها راجيفاتش كانت حول طموحه غير المحدود وسعيه وراء المجد في المونديال حتى قبل بدء الدورة. ففي الوقت الذي قال فيه البعض إن الهدف هو الدور الثاني أو حتى ربع النهائي إن لم نقل التحضير للمونديال الذي يلي، كان راجيفاتش متفائلا بأحقية القارة السمراء بالوصول إلى أبعد دور ممكن، وبالفعل كان هو وأشباله آخر الأفارقة مغادرة لجنوب إفريقيا بل وضيّع فرصة دخول التاريخ من أوسع أبوابه لو تمكن أسامواه جيان من تسجيل ركلة الجزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع. “أبيدجان.نت” ينصح مدربي المنتخبات الإفريقية بالتعلّم منه خلص موقع “أبيدجان.نت” الإيفواري إلى ضرورة سعي كل المشرفين على المنتخبات الإفريقية أو حتى من المرتقب تعيينهم على رؤوسها نحو تحقيق التكامل الذي بلغه راجيفاتش على رأس غانا، فهو حقق المعادلة الصعبة في القارة السمراء المعروفة بلاعبيها المتعصبين وغير المنضبطين، فالصربي بات الآن نموذجا يجب على الجميع الاقتداء وأخذ مسيرته مع النجوم السوداء خارطة طريق ستوصلهم نحو النجاح، ولم لا يصل منتخب إفريقي في يوم ما إلى أبعد من الدور ربع النهائي خاصة أن راجيفاتش أثبت للمشككين في قدرات اللاعب الإفريقي الذهنية خاصة أنهم كانوا على خطأ.