التمس ممثل الحق العام لدى محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة، عقوبة الإعدام في حق المسمى (س. سمير)، 30 سنة، بعد أن واجه تهمة محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار وهي المحاولة التي نفذها ضد صديق له في وقت كان فيه الاثنان في حالة سكر سافر. تقدم المتهم بعد فعلته تلك إلى مصالح الضبطية القضائية بالبليدة، وهذا بتاريخ 6 من شهر جانفي من العام الجاري، وهو في حال سكر شديد، وأبلغهم بأنه طعن صديقه (ف. نصر الدين) بخنجر كبير على مستوى البطن وتركه ملقيا على الأرض بالقرب من منزله الكائن بقلب مدينة البليدة، وبالنظر إلى الحالة التي كان متواجدا عليها، قرر عناصر الأمن وضعه تحت النظر في تلك الليلة إلى غاية زوال مفعول المشروبات الكحولية التي تناولها، وللتأكد من صحة المعلومات التي قدمها والتي ثبت فعلا أنها مطابقة لما جرى في الواقع. التأكيد جاء من مستشفى محمد يزيد بفروجة، والذي استقبل شخصا مصابا بإصابة بليغة على مستوى البطن بآلة حادة تطلب إخضاعه إلى عملية جراحية دقيقة، حيث بقي لفترة تحت العناية المركزة، خاصة وأنه تعرض لكسر أحد أضلاعه في القفص الصدري. المتهم، وعن أسباب الجريمة ودوافعه للاعتداء على صديقه، قال إنه كان يومها تحت تأثير النبيذ الأحمر الذي احتسى منه كمية معتبرة فقرر العودة إلى منزله لتناول وجبة العشاء قبل أن يفاجأ بأصوات شجار حاد على مقربة من منزله العائلي، فقرر الخروج لتقصي حقيقة الأمر، لا سيما وأن الأمر تطور إلى حد التلفظ بكلام مخل بالحياء، ما يعني انتهاك حرمة الجوار على حد تعبيره، مضيفا أنه ما كاد يخرج حتى أصابه بتلك الطعنة. من جهته، أورد الضحية سيناريو آخر مخالفا تماما لما جاء به المتهم، حيث أكد أنه كان جالسا في ليلة الحادثة مع المتهم وليس مع شخص آخر، وأن الأمور اختلطت بينهما في لحظة غضب فتبادلا الشتائم قبل أن يغادر الجاني متوجها نحو منزله ليعود بعد قرابة 20 دقيقة وبيده خنجر كبير نفذ به جريمته، قبل أن يبلغ عن الواقعة بتعديل بعض من التفاصيل التي اعتقد أنها ستخدمه أمام العدالة، والتي قادته في نهاية المطاف إلى وراء القضبان عامين حبسا نافذا حسب ما أقرته هيئة المحكمة بعد مداولاتها القانونية، علما أن الجاني سبق وأن حوكم في قضايا كثيرة ومتعددة وصحيفة سوابقه العدلية تضم قرابة عشرة أحكام قضائية سلبته في العديد من المرات حريته قبل أن تضاف إليها هذه الحادثة.