أَهْدى رجلٌ من الثُقلاء إلى رجل من الظُرفاء جَمَلاَ، ثم نزَل عليه حتى أبْرمه، فقال فيه: يا مبرماً أهدى جَمَلْ .. خُذْ وانصرف ألفيْ جَمَل - واستأذن بعض الثقلاء على أبن المبارك، فلم يأذن له. فكتب إليه ذلك الثقيل: هل لذي حاجة إليك سبيل؟... لا طويل قعوده بل قليل! فأجابه أبن مبارك: أنت يا صاحب الكتاب ثقيل! ... وقليل من الثقيل طويل؟! - وقال آخر: يا من تبرمت الدنيا بطلعته... كما تبرمت الأجفان بالسهدِ إني لأذكره حينا فأحسبه... من ثقله جالسا مني على كبدي - وقال آخر: إذا جلس الثقيل إليك يوماً... أتتك عقوبة من كل باب فهل لك يا ثقيل إلى خصالٍ ... تنال ببعضها كرم المآب إلى مالي فتأخذه جميعاً... أحلّ لديك من ماء السّحاب وتنتف لحيتي وتدقّ أنفي... وما في فيّ من ضرس وناب على ألاّ أراك ولا تراني... مقاطعةً إلى يوم الحساب