يلتقي المنتخبان الألماني والإسباني أمسية اليوم على ملعب ”موزيس مابيدا” بمدينة دوربان في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2010 المقامة حاليا في جنوب إفريقيا، لتكون المباراة تكرارا للمواجهة بينهما قبل عامين في نهائي كأس الأمم الأوروبية الماضية المانشافت والماتادور في لقاء الإثارة والتحدي يبحث المدرب يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني عن طريقة يوقف بها أسلوب التمريرات الناجحة والمتقنة التي يتميز بها المنتخب الإسباني. وفي المقابل، يسعى المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني لإيجاد طريقة تساعد فريقه على التعامل مع النشاط الهائل والمجهود الوفير للمنتخب الألماني المفعم بالثقة. ويضم المنتخب الألماني الحالي ستة من اللاعبين الذين شاركوا في نهائي يورو 2008 ولكن المنتخب الحالي أصبح أكثر شبابا ونشاطا، حيث انضم إليه عدد من العناصر الرائعة مثل مسعود أوزيل وتوماس مولر وسامي خضيرة وجيروم بواتينغ وحارس المرمى مانويل نيور. وفي غياب مايكل بالاك لعب باستيان شفانشتايغر دورا بارزا في خط وسط الفريق خلال المونديال الحالي ونجح مع زميله توماس مولر في تعويض غياب بالاك، ومنح خط الوسط حيوية واضحة، ولكن مواجهة المنتخب الإسباني ستكون تحديا من نوع خاص للمنتخب الألماني ومديره الفني لوف، حيث يركز المنتخب الإسباني في طريقة لعبه على الاستحواذ بشكل كبير على الكرة والسيطرة على مجريات اللعب والسرعة في التمرير خاصة مع وجود لاعبين مثل أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز ضمن صفوف الفريق. ويفتقد لوف في هذه المباراة الصعبة لجهود لاعبه الشاب توماس مولر بسبب الإيقاف لحصوله على الإنذار الثاني في البطولة خلال مباراة الأرجنتين. ومن المرشحين لسد الثغرة التي سيتركها غياب مولر كل من بيتر تروتشوفسكي وماركو مارين وتوني كروس وجيرونيمو كاكاو. وقال ميروسلاف كلوزه نجم هجوم المنتخب الألماني إن الفريق يسعى ليؤكد لنظيره الإسباني أنه أصبح أفضل مما كان عليه قبل عامين في نهائي يورو 2008. وقال كلوزه: ”سنجلس سويا لندرس ونحلل نقاط القوة والضعف في المنتخب الإسباني وإيجاد الخطة المناسبة للتغلب عليه.. إنهم أي الإسبان يقدمون كرة قدم رائعة وهم أفضل من المنتخبين الإنجليزي والأرجنتيني بالتأكيد”. وفي المقابل، سيكون المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني مطالبا بتحديد موقف مهاجمه توريس سواء بالإبقاء عليه ضمن التشكيل الأساسي ليقود الهجوم إلى جوار ديفيد فيا أم يعتمد على فيا بمفرده في الهجوم. وكان فيا هو أبرز الغائبين عن نهائي يورو 2008 في فيينا بسبب الإصابة في الفخذ، ولكنه سيكون من أبرز العناصر التي يعتمد عليها دل بوسكي في مباراة غد، لاسيما وأن أهدافه الرائعة كانت سببا رئيسيا في بلوغ الفريق المربع الذهبي. وتصدر فيا قائمة هدافي يورو 2008 برصيد أربعة أهداف كما يتصدر حتى الآن قائمة هدافي المونديال الحالي برصيد خمسة أهداف.. للفوز على الشباب الألماني إسبانيا تحتاج للتغلب على تاريخها السابق على مدار 12 مشاركة سابقة في بطولات كأس العالم لكرة القدم، لم تكن نتائج المنتخب الإسباني على قدر الترشيحات أو التوقعات التي تصاحبه في أي من هذه البطولات. ولكنه يستطيع أن يحقق هذه التوقعات في بطولة كأس العالم 2010 المقامة حاليا بجنوب إفريقيا. ما زال المنتخب الإسباني في دائرة المنافسة على اللقب العالمي حيث بلغ المربع الذهبي للبطولة بعد التغلب على باراغواي 1/صفر في دور الثمانية بالبطولة، وإذا أحرز المنتخب الإسباني لقب البطولة يوم الأحد المقبل على ملعب ”سوكر سيتي” في جوهانسبورغ، سيكون أول منتخب يجمع بين اللقبين العالمي والأوروبي في آن واحد منذ أن نجح منتخب ألمانياالغربية في ذلك بإحراز اللقب الأوروبي عام 1972 واللقب العالمي في عام 1974. ولا يرجح التاريخ كفة هذا الفريق الذي لم يكن أبدا عند حسن الظن في مشاركاته السابقة بالمونديال، ففشل على مدار جميع مشاركاته السابقة في بلوغ المربع الذهبي للبطولة، رغم أنه كان مرشحا أكثر من مرة للمنافسة على اللقب. وكان أفضل إنجاز للفريق هو الفوز بالمركز الرابع في مونديال 1950 عندما أقيمت منافسات الدور النهائي بنظام المجموعة. وفي المقابل، يمتلك المنتخب الألماني واحدا من أفضل السجلات في تاريخ بطولات كأس العالم، حيث أحرز اللقب ثلاث مرات سابقة ووصل للمباراة النهائية في أربع بطولات أخرى. ولكن تاريخ المشاركات السابقة لكل من الفريقين ليس الشيء الوحيد الذي يزعج فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني. وعانى المنتخب الإسباني كثيرا في مباراته أمام باراغواي. ويدرك دل بوسكي أن الفريق سيكون بحاجة للعب بشكل أفضل إذا أراد التغلب على المنتخب الألماني والذي سجل ثمانية أهداف في شباك المنتخبين الإنجليزي والأرجنتيني خلال دوري الستة عشر والثمانية على الترتيب. وقال دل بوسكي: ”لم نلعب مباراة جيدة (أمام باراغواي) ولكننا نشعر بالسعادة ونعلم أن لدينا الإمكانيات لمواجهة أي منافس بما في ذلك المنتخب الألماني”. وأضاف: ”نأمل في الارتقاء بالمستوى في هذه المباراة. ونأمل في أن تكون مباراتنا مع ألمانيا والمباراة الأخرى بالدور قبل النهائي دعاية جيدة لكرة القدم”. ولعب فابريغاس نجم أرسنال الإنجليزي في وسط الملعب ليمنح بذلك الفرصة إلى زميله أندريس إنييستا ليساهم بشكل أكبر في الهجوم، بينما تحول فيا من اللعب في الجانب الأيسر من خط الهجوم إلى مركز قلب الهجوم بدلا من توريس. ويدور الجدل حاليا حول موقف دل بوسكي من هذا التغيير وهل سيواصل الاعتماد على فابريغاس ويدفع به من البداية مثلما أنهى المباراة السابقة، أم أنه سيمنح توريس فرصة أخرى ويبقيه ضمن التشكيل الأساسي للفريق. وقال دل بوسكي ”إنه (توريس) جاهز بدنيا. لجأنا إلى استبداله لأن إيقاع أداء الفريق لم يكن جيدا.. نشعر بسعادة بالغة لمستوى فيرناندو وأدائه. ونأمل في أن يؤدي بشكل أفضل في المباراتين التاليتين”. ويتطلع إنييستا، الذي ساهم في صناعة هدف الفوز الذي أحرزه فيا والذي توج بجائزة أفضل لاعب في المباراة، إلى المباراة أمام المنتخب الألماني. وقال إنييستا: ”سنواجه المنتخب الألماني مجددا ولكنني أعتقد أنها لن تكون على أي درجة من التشابه مع المباراة النهائية ليورو 2008 عندما واجهنا المنتخب الألماني”. وتوقع إنييستا أن تكون مباراة اليوم هدية متميزة لعشاق كرة القدم في كل أنحاء العالم. وقال إنييستا: ”المنتخب الألماني قدم بطولة كأس عالم رائعة.. إنهم يلعبون بشكل متميز ولديهم حافز قوي.. ستكون مباراة رائعة”. بيبي رينا: ”توريس سيعيد سيناريو نهائي أمم أوروبا 2008” أعرب حارس مرمى المنتخب الإسباني ونادي ليفربول الإنجليزي بيبي رينا عن ثقته في قدرة زميله في النادي الإنجليزي ومهاجم المنتخب الإسباني فرناندو توريس على تسجيل الأهداف من جديد والظهور بالمستوى المعهود له. وأكد رينا على أن توريس سيكرر سيناريو نهائي الأمم الأوروبية 2008 عندما أحرز هدف الفوز أمام المنتخب الألماني مؤكدا: ”توريس لاعب ناضج، مرت عليه لحظات جميلة وكان يحرز أهدافا، الآن تمر عليه لحظات صعبة وهذه هي كرة القدم، ولكنه يعرف كيف تسير الأمور، وأنا متأكد من إدراكه التام بثقة زملائه فيه وهو يملك ثقة كبيرة في نفسه”. وعن مباراة المنتخب الألماني علق رينا: ”المنتخب الألماني منتخب قوي وحقق نتائج كبيرة في البطولة ولكننا هزمناه في المباراة النهائية في يورو 2008، وسنحاول أن نكرر ذلك الفوز في كأس العالم”. قال إن منتخب ألمانيا قوي بشبابه باستيان شفانشتايغر متفائل بإمكانية الفوز أكد باستيان شفانشتايغر نجم المنتخب الألماني لكرة القدم أن فريقه تحسن كثيرا عما كان عليه حين خسر المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2008) أمام إسبانيا، وبات قادرا الآن على قلب الطاولة حين يلتقي الفريقان مجددا اليوم في المربع الذهبي لمونديال جنوب إفريقيا. وقال شفانشتايغر في مؤتمر صحفي: ”هناك وجوه أخرى في الملعب هذه المرة، لاعبون أكثر شبابا جاءوا واكتسبوا خبرات خلال البطولة”. وأضاف: ”إسبانيا لم تتغير كثيرا، سيرجيو بوسكيتس حل محل ماركوس سينا ولكن غير ذلك فإنهم إلى حد كبير نفس الفريق الذي لعب أمامنا قبل عامين”. وأكد لاعب خط وسط بايرن ميونيخ أنه مازال يكن ”احتراما كبيرا” لفريق فيسنتي دل بوسكي، بالنظر إلى الإنجازات التي حققوها في الأعوام الأخيرة، ولكنه لا يشعر بالرهبة منهم بأي حال، وتابع: ”تشابي وأندريس إنييستا وكذلك تشابي ألونسو وجيرار بيكيه لاعبون رائعون ولكن مازال لدينا فرصة أمامهم”. وأشار شفانشتايغر إلى أن ”هناك لاعبين حاسمين في إسبانيا، لأن بدونهم لن يحصل ديفيد فيا وفرناندو توريس على الخدمات اللازمة لتسجيل الأهداف”. ونوه لاعب خط وسط البايرن: ”على الورق إسبانيا مازالت الفريق الأفضل ولكنني أعتقد أننا أظهرنا خلال آخر مباراتين لنا أننا قادرون على هزيمة الفرق التي تبدو الأفضل على الورق”. وقال: ”بالنسبة لي، إسبانيا هي أفضل فريق في العالم، وستكون مباراة قاسية مثلما كانت أمام إنجلترا والأرجنتين، ولكن لدي الكثير من الإيمان بهذا الفريق لأننا رأينا ما يمكننا فعله إذا تعاوننا سويا”. وبفضل الأداء الذي يقدمه شفانشتايغر، بات على رأس قائمة المرشحين لجائزة أفضل لاعب في البطولة. وقال اللاعب: ”التكهنات لا تثيرني وكذلك جائزة أفضل لاعب في البطولة، أنني أكترث فقط بالمباراة أمام إسبانيا”.