تلقت مصالح الضبطية القضائية ببئرتوتة، ولاية الجزائر، مع أواخر شهر جويلية من سنة 2008، شكوى من طرف الضحية (س.مجيد)، أكد أنه تعرض إلى الإعتداء والسرقة من طرف 3 شبان كانوا على متن سيارة من نوع بيجو 207، لدى توقفه بمحطة البنزين الكائنة على مستوى الطريق السريع رقم 01 المحاذي للمدينة. الضحية كان متوجها نحو مدينة خميس مليانة، وقال إنه توقف رفقة صديق له لأداء صلاة الظهر، وبعد الإنتهاء من فريضته الدينية تفاجأ بتوقف السيارة السالفة الذكر بالقرب منه، نزل منها شخصان فيما بقي السائق على متنها، وقد توجه الآخران نحو مركبته مباشرة أين استوليا على حقيبة جلدية كانت بداخلها وفيها مبلغ مالي يقدر ب 50 مليون سنتيم. وفي محاولة يائسة من الضحية لاسترجاع حقيبته واجهه أحدهم بخنجر، قبل أن يتمكن رفقة زملائه من الفرار ، إلا أنهم لم يذهبوا بعيدا بعد أن تدخلت العدالة الإلهية، حيث تعرض المعتدون إلى حادث مرور أليم غير بعيد عن مكان الإعتداء. حتى إن تمكن اثنان من الفاعلين من الفرار في وسط الحقول المجاورة، إلا أن السائق المحصور في سيارته ألقي عليه القبض، ليبدأ التحقيق في القضية، بالرغم من الرواية التي قدمها الجاني، والذي حاول تبرئة ذمته من كل ما نسب إليه من مشاركة بقية الأطراف في الإعتداء الذي طال الضحية. المتهم المسمى (ا.محمد) أورد أنه كان يوم الحادثة بالحراش، أين التقى بالمتهم الفار (ب.فوزي) وشخصا آخر لم يستطع تحديد هويته، مضيفا أنه كان يدين للمتهم فوزي بمبلغ 12 مليون سنتيم، ولما طالبه بها طلب منه هذا الأخير أن يرافقه إلى مدينة البليدة ليوفيه دينه، لكن بوصولهم إلى بئرتوتة توقف بناء على رغبة المسمى فوزي لأداء صلاة الظهر، قبل أن يفاجأ بهذا الأخير يعود نحو السيارة مسرعا وبيده حافظة جلدية وهو يطلب منه الإنطلاق بسرعة، تحت طائلة الخنجر وقارورة الغاز المسيلة للدموع التي كانت بحوزته.. قبل أن تنتهي تلك المغامرة بحادث مرور خطير إثر انقلاب المركبة التي كانوا على متنها، فيما تمكن بقية الجناة من الفرار عبر الحقول المجاورة. وفيما لم يتمكن الضحية من استرجاع كامل المبلغ المسروق منه، إلا أنه أدلى بشهادة مطابقة لأقوال السائق، حيث أكد أنه رأى أحد المتهمين وهو يشهر سكينا في وجهه، وهوما تطابق مع أقوال هذا الأخير، الذي التمس في كلمته الأخيرة أمام العدالة حكما يقضي ببراءته. وهو الحكم الذي عادت به هيئة المحكمة بعد مداولتها، الذي قضى بتبرئة المتهم (ا.محمد) من كل ما نسب إليه، في حين قضت غيابيا بالسجن النافذ بعشرين سنة للمتهم الفار.