وضع عناصر الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني في بئر توتة نهاية الأسبوع المنصرم، حدا لنشاط عصابة متكونة من مجموعة من الشبان والفتيات، مختصين في استدراج أصحاب المركبات الفخمة والإعتداء عليهم قبل تجريدهم من ممتلكاتهم والسطو على سياراتهم، حيث كانوا ينشطون على طول الطريق السريع الرابط بين العاصمة والبليدة. العصابة تضم خمسة أشخاص من بينهم فتاتان لا تتجاوز أعمارهما 25 سنة، بحيث تعود تفاصيل الواقعة حسب النقيب مزوار محمد قائد الكتيبة الإقليمية، إلى تاريخ 24 فيفري المنصرم عندما تقدم في حدود الثانية زوالا أحد ضحايا هذه العصابة المدعى ''ب،س'' والبالغ من العمر 42 سنة إلى مقر الكتيبة لرفع شكوى بعد التعرض إلى الضرب والجرح العمدي المتبوع بسرقة سيارته من نوع ''رونو ميڤان'' ذات اللون الأسود، من قبل أشخاص مجهولين في المكان المسمى مزرعة رقم 148 الشهيد علي بوحجة، مصرحا أنه كان قادما من بلدية بئر توتة متوجها إلى العاصمة على متن سيارته، سالكا الطريق الإجتنابي للطريق السيار الذي يقع في طور الإنجاز، وبعد قطع مسافة 2 كلم ركن سيارته وسط حقل الليمون، أين تفاجأ بقدوم سيارة من نوع ''بيجو 206'' ذات اللون الرمادي وعلى متنها شابان وفتاتان. رحلة البحث عن الغرام تتحوّل إلى جحيم! وما إن وصلت إليه السيارة الثانية حتى قام الشابان بالإعتداء عليه بالضرب قبل أن تسلب منه سيارته وجميع وثائقها، بالإضافة إلى معطف ومبلغ 15 ألف دج و3 هواتف نقالة إلى جانب جهاز إعلام آلي محمول، ليفروا بعدها سالكين الطريق الإجتنابي في اتجاه بلدية خرايسية، وبعد خروج الضحية من الحقل وهو ملطخ بالدماء جراء الإصابة التي تعرض لها على مستوى العين اليمنى، تم نقله من طرف أحد مستعملي الطريق إلى غاية مقر الفرقة التي بدورها قامت بتسخير مصالح الحماية المدنية لنقله في أول الأمر إلى العيادة متعددة الخدمات، ومن ثم إلى المؤسسة الإستشفائية القريبة، أين قدمت له شهادة طبية تثبت عجزه عن العمل لمدة 15 يوما. وفور مباشرة التحريات وعمليات البحث والتحقيق من قبل عناصر الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني في بئر توتة، أكد النقيب مزوار محمد أنه تم التوصل إلى أن ادعاءات الضحية لم تكن صحيحة بصورة مطلقة، بحيث تحاشى التطرق في تصريحاته إلى بعض التفاصيل الجوهرية، على غرار أنه كان رفقة فتاة في خلوة بينهما، وهو ما استوجب استدعاءه من جديد وسماعه للمرة الثانية، ليعترف بأنه كان رفقة فتاة تعرّف عليها من خلال الهاتف ويجهل عنها أدنى التفاصيل، حيث بقي في اتصال مع عشيقته للإتفاق على مكان الإلتقاء الذي حدد بجانب محطة البنزين قرب محطة براقي، وبالإلتقاء مع بعضهما هناك أقلها على متن سيارته وسلك الطريق الوطني رقم 1 في اتجاه بئر توتة، بعدما نجحت في إقناعه بوجود صديقة لها تقطن في هذه المدينة ولديها سكن تؤجره للعشاق، قبل أن تتراجع في كلامها هذا وتوهمه أن صديقتها أجّرت المسكن يومها لآخرين، مما دفع بهما إلى البحث عن مسكن آخر، حيث أنه بوصولهما إلى الطريق السيار الذي هو في طور الإنجاز، طلبت الفتاة من الضحية التوقف كون رفيقتها وصديقها قادمان خلفهما، ويعرفان مكان اختلاء معتادان عليه.وأكد الضحية في تصريحاته أنه وصلت بالفعل سيارة من نوع ''بيجو 206'' على متنها فتاة وشاب تبادلا معهما أطراف الحديث، أين طالبا منهما متابعتهما إلى أن وصلت السيارتان إلى أحد حقول الليمون، لينزلوا وما إن جلس الضحية حتى هاجمه سائق السيارة الثانية من الخلف وقيد حركته، ليخرج شخص آخر من الحقل انهال عليه بالضرب المبرح إلى حد إصابته بجروح بليغة في عينه اليمنى، وقاما بتجريده من معطفه والسيارة. واستنادا إلى المعطيات الجديدة المتوفرة لدى مصالح الدرك الوطني، تم مواصلة عملية التحري التي قادت إلى تحديد مسكن عشيقة الضحية ''ت.س'' البالغة من العمر 19 سنة والقاطنة في أحد الأحياء القصديرية في جسر قسنطينة، والتي تم إخضاعها للمراقبة والتتبع، قبل توقيفها للنظر مدة أربعة أيام لتعترف بكل الوقائع، مصرحة أنه شاركها في الإعتداء على الضحية كل من خليلها ''ر.م'' 21 سنة والمدعو ''م.ح'' 21 سنة، إلى جانب قريبتها المسماة ''ش.ا'' 25 سنة والقاطنة في البويرة، هذه الأخيرة التي كانت توقع بالضحايا هاتفيا، في حين تتولى''ت.س'' بفتنهم بجمالها واستدراجهم إلى الكمين، وهو ما سمح بتوقيف باقي عناصر العصابة الذين اعترفوا بالتهم المنسوبة إليهم، وأكدوا أن السيارة المسروقة تم إعادة بيعها في مدينة براقي للمسمى العربي مقابل مبلغ 20 مليون سنتيم الذي تقاسموه بالتساوي. دقة التزوير حالت دون تعرّف الضحية على سيارته لتتواصل بناء على ذلك عملية التحقيق، حيث تم ترصد تحركات المدعو ''العربي'' لمدة 36 ساعة وهو مسبوق قضائيا في تزوير السيارات، وقد خرج من سجن الحراش مؤخرا، ليتم نصب كمين له ثم أوهم فيه بوجود سيارة أخرى للبيع، الأمر الذي سمح بتوقيفه متلبسا واكتشاف ورشته، أين تم العثور على سيارة من نوع ''ميڤان بيري'' إلى جانب سيارة أخرى مسروقة من نوع ''شيفرولي افيو''، ونظرا إلى دقة تزويرها وتغيير العديد من ملامحها الخارجية، فقد تعذر على الضحية التعرف على سيارته التي خضعت لتصليح جميع أعطابها وعيوبها، فضلا عن تزوير رقمها التسلسلي ولوحة الترقيم، مما استوجب الإستعانة بخدمات الوكيل المعتمد في تسويق العلامة للتعّرف على المالك الحقيقي للمعطيات التي تم إضافتها وتحديد صاحبها الذي هو الضحية. وبعد حوالي شهر من البحث والتحري تم التوصل إلى أن السيارة المستعملة في تنفيذ العمليات استؤجرت حوالي 10 مرات من قبل إحدى الوكالات في القبة، في حين تم توقيف جميع عناصر العصابة الذين تم تقديمهم أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة بوفاريك، الذي أمر بإيداعهم مؤسسة الوقاية في بوفاريك بتهمة ارتكاب جناية تكوين جماعة أشرار، السرقة الموصوفة، التزوير واستعمال المزور والجرح العمدي، كما تم استرجاع كمية من المجوهرات التي تم شراؤها بنصيب إحدى الفتيات من بيع السيارة، بالإضافة إلى السيارتين المحجوزتين وهواتف نقالة وكذلك جهاز كمبيوتر محمول.