حمّل وزير العدل حافظ الأختام، الطيب بلعيز، جماعات المافيا مسؤولية تلفيق تهمة المتاجرة بالمخدرات والترويج لها وتبييض الأموال لنجله، انتقاما من شخصه، كونه إطارا من إطارات الدولة الذين تستهدفهم تلك الأطراف من خلال تنظيم حملات مغرضة ضدهم، كما أن جهاز العدالة يقود حملة ضد الفساد. وفند الوزير كل الإشاعات المتداولة، والتي تمس باستقرار عائلته، مؤكدا أن التحقيق متواصل لكشف الحقيقة. وكشف في ذات السياق عن تكوين أفراد أمن مختصين مهمتهم مكافحة الفساد. إنشاء فرق تتكون من عناصر أمن مختصة مهمتها مكافحة الفساد قال الطيب بلعيز، أمس، على هامش أشغال مناقشة المشروع التمهيدي المتعلق بالقانون البحري بمجلس الأمة، إن نجله الذي ذكر اسمه في قضية مخدرات، مجرد ادعاءات “ولا علاقة له بها لا من بعيد ولا من قريب”، وهو تأكيد صريح لما جاء على لسان النائب العام لدى مجلس قضاء وهران، الذي تفاجأ بنقل مثل تلك الإشاعة. ووجه وزير العدل أصابع الاتهام إلى عصابات ما أسماها “المافيا”، التي تقف وراء تلفيق التهمة، مؤكدا أن التحريات والتحقيقات أثبتت عدم صحة تورط ابنه في قضية مخدرات “وإذا كانت له صلة بذلك فسيكون أول من يرافقه إلى السجن”. وعاد الطيب بلعيز لتفاصيل القضية، بعد أن أكد أنها تعتبر المرة الثانية التي يتم تلفيق له إشاعات مغرضة، في إشارة منه إلى قضية الخليفة، التي ذكر فيها اسمه، موضحا في قضية الحال أن الأمر يتعلق بمجرد حدوث التباس، حيث أن المتهم الأصلي في القضية يحمل نفس اسم نجله، ويتعلق الأمر حسبه بالمدعو ( ب.ج) المولود في 8 مارس 1971، بباب العسة، بولاية تلمسان، والمتابع قضائيا، والمسجون منذ أول سبتمبر 2009، بتهمة جنح مرتبطة بالمتاجرة بالمخدرات، وأضاف أن لا أحد من أبنائه ولد في هذه السنة، “ومن غير المعقول أن يكون كل من يحمل لقب بلعيز هو ابني”. وأشار إلى أن عائلة بلعيز “كبيرة جدا” و”منتشرة في سطيف ومغنية وعلى الحدود المغربية”. وشدد الوزير على رفضه لمثل هذه الادعاءات، واصفا إياها بالحملات غير الأخلاقية التي تستهدف شخصه، وقال “هي حملات مغرضة ضدي، لكن كان الأجدر أن لا يتم المساس بعائلتي وأبنائي، فهم لا دخل لهم في الموضوع”، مستنكرا الاتهامات الباطلة التي تفتقد إلى التحريات والصحة، في الوقت الذي أكد استعداده لمواجهتها. ووصف الوزير هذا الادعاء بالأمر “غير اللائق تماما” مضيفا بأنه كان يعلم أن تسلمه لهذه المسؤولية “قد يضر ببعض الناس من أصحاب الأموال وبعض البرونات الذين لم يفكروا يوما بأنهم سوف يتابعون قضائيا أو يدخلون إلى السجن”. واسترسل يقول “أنا أعرف جيدا عندما دخلت هذه المعركة أن هؤلاء لن يستقبلونني بالورود، لذلك هيأت نفسي معنويا لمواجهة مثل هذه الحملات”. وشدد في نفس السياق على أن ما “قام به من اتهموا ابني أخلاقيا غير مقبول لأن الأمر يتعلق، كما أكد، برمي الشبهات بدون تحرٍ ولا أدلة”، وأن المعني بالأمر “ليس على علاقة لا من قريب ولا من بعيد بعائلتي”. كما أكد في نفس الوقت أن كونه شخصية عمومية لا يمكن له أن يمنع أي شخص بالمساس به بصفته وزيرا أو مؤسسة عمومية “لكن عندما يمسون الطيب بلعيز في حياته الشخصية ويتهمون ابنه بتورطه في قضية مخدرات وتبييض أموال، فهذا شيء غير مقبول إطلاقا”.