اندثرت مضخات المياه الثابتة التي كانت متواجدة ببعض الأحياء بالعاصمة، ولم تبادر السلطات المحلية لإعادة تفعيل دورها مثلما كان الحال سابقا، حيث كانت تعد من المرافق الضرورية في إنجاز أي مشروع سكني، بسبب أهميتها في مواجهة أخطار الحرائق بالتجمعات السكنية، إلا أنه مع مرور السنوات فإنها غيبت من برامج العديد من بلديات العاصمة. تنقلت ”الفجر” إلى بعض بلديات العاصمة من أجل معرفة أسباب غياب هذه المضخات، فكان لنا حديث مع مسؤوليها الذين وجدناهم في حيرة من أمرهم بسبب تفكير صحيفتنا في التطرق إلى موضوع لم يخطر على بالهم رغم أهميته في الحفاظ على أرواح البشر، حيث أكد هؤلاء أن توفير مضخات المياه الثابتة بالأحياء يعد أمرا ضروريا، لاسيما مع التوسع السكاني الذي تشهده مختلف المناطق وارتفاع مؤشر الحرائق كل سنة. بلدية الحراش ترجع التقصير إلى مختلف الجهات صرح رئيس بلدية الحراش، عبد الكريم أبزار، أن السبب الرئيسي وراء غياب المضخات يرجع لإهمال مختلف الجهات، حتى المواطن ساهم بشكل مباشر في زوالها بفعل تخريب المضخات الموجودة على مستوى الأحياء، حيث لم يبق منها إلا لأنبوب الرئيسي المنبعث من الأرضية التي تمدها بالمياه، والذي زال هو الآخر بفعل أشغال الصيانة. وأضاف ذات المتحدث أنه، بسبب ارتفاع مؤشر الحرائق بإقليم بلديته، قرر إعادة بعثها في الأحياء التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة، على غرار حي سيدي مبارك، الذي شهد خلال السنة الماضية حريق إحدى المنازل، ومن حسن الحظ أن مصالح الحماية المدنية تدخلت في الوقت المناسب وإلا كانت العائلة في خبر كان، مضيفا أن وجود مضخة واحدة غير قادر على مواجهة ألسنة النيران. بلدية هراوة تحرص على إعادة صيانة المضخات الموجودة في سياق متصل، اعترف مسؤول ببلدية هراوة، بأهمية المضخات في الحفاظ على حياة المواطن، غير أنها أضحت عرضة للتخريب من طرف بعض المواطنين، لاسيما مع غياب الوعي لدى بعض الأشخاص الجاهلين، ما جعله يفكر في إعادة بعث الحياة في المضخات الموجودة ببعض الأحياء، على غرار 450 مسكن، 150 مسكن و90 مسكن، مع ضرورة إنجازها في المجمعات السكنية الجديدة كحي عدل، والأنماط الأخرى الجديدة الذي يتبنى مخططها العمراني مضخات حديثة. .. وبلذية بئرمرادرايس تعيد إحياء 3 مضخات قديمة لا يختلف الوضع ببلدية بئرمرادرايس التي عملت هي الأخرى، حسب رئيسها، حبيك عبد الحميد، على إعادة فتح المضخات الثلاث الموجودة بساحة الجمهورية التي تشهد توسعا سكانيا كبيرا، والحديقة العمومية، من أجل سقي النباتات الموجودة بها، والإستفادة منها كذلك في حال حدوث حريق في الأحياء المجاورة، وكذا في حي سعيد حمدين الذي تم تزويده بالمياه باعتباره مصنفا ضمن الأحياء الراقية، و بهذه المضخات التي تدخل ضمن مخطط العمران الجديد، وكذا ضمن البرنامج البلدي الذي يلزم كل بلدية أن تجسده على أرض الواقع. نفس الوضع بالنسبة لبلدية برج الكيفان، التي أوضح مسؤولها الأول، سبع فريد، أن مشروع مضخات المياه الثابتة، هو مشروع يدخل ضمن البرنامج البلدي، وعدم تجسيده على أرض الواقع يرجع إلى كثرة اهتمامات وانشغالات مجلسه، غير أن هذا لا يمنع حسبه من التفكير في إنجازها، لاسيما أنها تساهم في الحفاظ على المواطن من الحرائق. ندرة الماء تحول دون وجود مضخات المياه بغرب العاصمة من جهة أخرى، فإن مضخات بعض الأحياء التابعة للبلديات الواقعة غرب العاصمة منعدمة بسبب ندرة الماء الشروب، فالعطش قهر سكان بلدية بوزريعة وبعض أحياء بلدية بني مسوس. وعلى مدار سنوات طويلة عملت خلالها على تسطير برنامج جديد من أجل تزويدهم بالماء الشروب. ومع التقسيم الجديد، قال أحمد معمري، رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بوزريعة، أن مصالحه تمكنت من تزويد جل نقاطه بالماء الشروب، أما الخطوة الثانية ستخص مضخات المياه سيشرع في وضع واحدة على مستوى الأحياء الكبيرة ذات الكثافة السكانية العالية. أما بلدية أولاد فايت ذات الطابع العمراني الجديد، فإنها تعاني من هذا المشكل الذي أثقل كاهل المواطنين خاصة في فصل الصيف، أين يجبر السكان على إقامة حنفيات على مستوى أحياءهم لتزويدهم بالمياه ولتفادي النيران في حال نشوبها.