شهد حي باب الوادي الشعبي بالعاصمة، ليلة أول أمس، مواجهات عنيفة بين قوات الأمن وشباب الأحياء القصديرية المدجج بالأسلحة البيضاء، المتواجدة بكل من “مناخ فرنسا” و”كاريار جوبار”، بعد محاولة قوات ردع الشغب إخراج العائلات التي رفضت ترك سكناتها القصديرية وترحيلها خارج العاصمة، الأمر الذي أدى إلى اعتقال عدد من الأشخاص، بينهم صحفي وإصابة عدد من رجال الأمن. أزيد من 250 عائلة أقصيت من برنامج إعادة الإسكان دون علمها معاقة وعائلة شهيد يقبعون تحت أشعة الشمس الحارقة اندلعت المشادات بين رجال الشرطة وشباب الأحياء المذكورة، منذ مساء الثلاثاء مباشرة عقب محاولة الأمن إخراج العائلات التي رفضت ترحيلها إلى سكنات لائقة إلى خارج العاصمة، بكل من بن طلحة، بئر توتة و الكاليتوس، الأمر الذي أدى إلى انتفاضة شباب الأحياء القصديرية بكل من مناخ فرنسا، وكاريار جوبار، في مواجهة عنيفة مع قوات ردع الشغب، التي طاردت عددا هائلا من الشباب الثائر باتجاه كل من بوزريعة، وبازيتا في باب الوادي. ونتج عن تلك المشادات أحداث عنف، كتحطيم عدد من واجهات المحلات التجارية وحرق وتخريب سيارة ومقر عرض تابع لممثل شركة صناعة السيارات الفرنسية “رينو”. وحسب شهود عيان، فإن شباب الأحياء القصديرية استعملوا في مواجهاتهم مع رجال الأمن شتى أنواع الأسلحة البيضاء والقضبان الحديدة، ما أدى إلى تسجيل إصابة عشرة من رجال مكافحة الشغب، حالة بعضهم خطيرة، وتم نقلهم إلى مستشفى “مايو” بباب الوادي لتلقي الإسعافات، إضافة إلى عمليات تخريب طالت الممتلكات الخاصة والعامة، حيث هرعت أعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب إلى المنطقة للسيطرة على الوضع. من جانب آخر، ذكرت مصادر أن قوات الأمن قامت باعتقال صحفي تابع لإحدى الصحف اليومية الصادرة بالعربية، حيث بقي قيد الاعتقال إلى غاية كتابة هذا الخبر، كما عرفت المشادات انتحار سيدة، بعد علمها بعدم إدراجها ضمن قائمة المستفيدين من السكن، حسب ما ذكر شهود عيان. وقد عرفت ذات الأحياء مشادات عنيفة شهر جانفي الماضي، في ليلة بيضاء، استعملت فيها جميع أنواع الأسلحة البيضاء في مواجهات عنيفة بين عصابات الأحياء القصديرية، الكائنة بحي كاريار جوبار، الذي أنشئ في العهد الاستعماري، وتوسع بسبب البنايات القصديرة التي أنشأها دخلاء عن المنطقة وباتوا اليوم يرفضون مغادرة العاصمة إلى سكنات جديدة ومحترمة. أزيد من 250 عائلة أقصيت من برنامج إعادة الإسكان دون علمها أبدت أزيد من 250 عائلة مقصية من برنامج إعادة الاسكان لولاية الجزائر سخطها الشديد إزاء إقدام السلطات الولائية على وضعهم في إحدى المساحات المخصصة من أجل أشغال توسعة الطريق بحجة ترحيلهم إلى سكنات لائقة، غير أنهم وجدوا أنفسهم وعلى مدار 5 أيام كاملة محاصرين في تلك المساحة ودون تقديم أي مساعدات، ناهيك عن رمي أثاثهم في الشارع بسبب رفض المقاول تمديد المدة مع سائقي شاحنات الترحيل الذي بقوا مرابطين مع تلك العائلات طيلة تلك الفترة وأجبروا على مغادرة المكان بتفريغ حمولة الشاحنات المتمثلة في أثاث تلك العائلات على قارعة الطريق. وصفت العائلات، التي تحدثت اليها “الفجر” عملية الترحيل بالفاشلة، مادام أغلب السكان المرحلين موجودين بالمكان، وهو ما جعلهم يحتجون على القرار الولائي الذي حرمهم من الحصول على شقق بالرغم من عدم استفادتها من سكنات في وقت سابق، بالإضافة إلى إحصائها في سنة 2007، غير أنهم تفاجأوا من قرار إقصائهم الذي لم يصدر علنا، وإنما بالتحايل عليهم، حيث رمي بهم في الشارع، وتم منعهم من الخروج من المساحة المخصصة لأشغال توسعة الطريق للحيلولة دون إيصال ندائهم للجهات المعنية، خاصة وأن عائلاتهم تضم أشخاصا مرضى ومعاقين ازدادت حالتهم سوءا، مثلما هو حال إحدى المعوقات لم يتجاوز عمرها 12 سنة وجدت نفسها قابعة تحت أشعة الشمس الحارة في انتظار من يرأف بها وبعائلتها. وفي سياق متصل، أصيبت جل العائلات بخيبة أمل كبيرة بعد أن تم إقصاؤها من عملية الترحيل، حيث كانت أسماؤهم ضمن قوائم المرحلين، غير أنهم اصطدموا بالواقع المر الذي جعلهم عاجزين عن إيجاد الجهة التي تقصدها أمام تعنت السلطات الولائية وإبقائهم محاصرين بمنعهم من أية محاولة للخروج من الحصار المفروض عليهم تجنبا للفوضى. وأكدت إحدى العائلات أنها تلقت خبر إقصائها من عملية الترحيل بعد أن ألقي بها في الشارع بحجة حيازتها على عقار، حسب ما أكدته مصادر مجهولة من الدائرة الادارية لباب الوادي، واعتمدت في ذلك مصدرا أكد معرفته بالعائلة وممتلكاتها، غير أنها نفت تلك الاتهامات التي أكدتها لدى اطلاع “الفجر” على شهادة السلبية التي تثبت عدم ملكيتها لأي عقار سواء بالعاصمة أو بالولايات الأخرى. وتجدر الإشارة الى أن عملية الترحيل حملت في طياتها العديد من التساؤلات حول مصداقية التحقيقات التي أجريت حول تلك العائلات، ومصير العائلات المرحلة وغير المرحلة، خاصة وأن إجراء كهذا يجعل المواطنين يتخوفون من ترك منازلهم حتى وإن كانت أكواخا، على اعتبار أن الكوخ يبقى أرحم من الشارع.