العثور على مصحف مدنس ودفتر عائلي وأقراص مهلوسة ونظام “بيديا” يؤتي أكله عائدات الكحول والدعارة تناهز 45 مليون سنتيم كانت الساعة تشير الى الثامنة والربع عندما غادرنا ليلة أول أمس مقر الأمن الولائي لتيزي وزو بعد حفاوة الاستقبال التي خصتنا بها المكلفة بالاتصال، بمعية مسؤولين في المصلحة الولائية للشرطة القضائية. المهمة.. مداهمة إحدى الملاهي الليلية بمنطقة الما طاغاط ببلدية بوجيمع. انطلاقتنا الحماسية كانت ترجمة لحماس وإصرار عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية، التي خصصت الزيارة للصحافة للوقوف عند عملية المداهمات المفاجئة التي تشنها ذات المصالح لمحاربة الممارسات المخلة والماسة بالآداب العامة وكذا لكبح محاولات من شأنها التشجيع على الفسق والدعارة، وقد قاد هذه الزيارة الخاطفة المحافظ الرئيسي بالأمن الولائي بحضور أعوان من الشرطة العلمية. اخترقنا المسالك الوعرة لبلديتي ماكودة وواقنون، انطلاقا من الطريق الوطني رقم 12 باتجاه جسر بوجي ومرورا بكل من تالة بوزرو، ماكودة وغيرهما من المسالك المعروفة بخطورتها. والزيارة جاءت في الوقت الذي تشهد فيه ولاية تيزي وزو حركية أمنية مكثفة جرت في ظروف حسنة وبحماس لدى الفريق المخصص لتنظيم الزيارة. ونحن نسير في الطريق، لفت انتباهنا عدد كبير من شباب ماكودة وبأيديهم هواتف نقالة وكأنهم في اتصال مع أفراد هم على علاقة بالملهى الذي سيتم مداهمته من طرف مصالح الأمن، هذه الأخيرة التي لم تكترث للأمر ووضعت في اهتماماتها الملهى الذي يشرف على تسييره (ن. ر)، البالغ من العمر 45 سنة. وكانت الزيارة التي أشرف عليها جفاف الياس صالح الدين، من الشرطة القضائية، قد مكنت ذات المصالح خلال زيارة ناجحة من حجز 52 صندوق جعة من مختلف الأنواع، ما يمثل أزيد من 1200 قارورة، إلى جانب أغراض أخرى للملهى، على غرار ثلاجة وأسلحة بيضاء، كما تم استرجاع عائدات الملهى، هذا الى جانب العثور على دفتر عائلي شفاف تم تهيئته من طرف رواد الملهى، الذي سبق وأن تم اقتحامه العام المنصرم، حيث تم إلقاء القبض على 16 شخصا، إلى جانب العثور على مصحف مرمي داخل أغراض الملهى، وهي العملية التي تعتبر تدنيسا لكلام الله، يضاف إليه شهادة ميلاد تستعمل في تكوين ملفات بطريقة غير قانونية، خاصة وأنه تم العثور على العديد من الصور الخاصة بأطفال مجهولي الهوية وعائلات، إلى جانب أقراص مهلوسة من نوع ميكروجينون وارى تستعمل ضد مرض الوهن من صنف “طوني. س” مع العديد من الأسلحة البيضاء على غرار الخناجر من مختلف الأحجام، الى جانب مواد تجميل وكذا العديد من الحقائب المملوءة بألبسة النساء، يضاف اليه ما يسمى ب “الحروز” الذي يستعمل في السحر والشعوذة مع كمية معتبرة من الكوابل الهاتفية التي تم اخفاؤها داخل غرفة محكمة بالملهى. وقد كشف في هذا الإطار المكلف بعملية المداهمة أنه تم توقيف أحد المتورطين مع استجواب 3 آخرين من زبائن الملهى، ويتعلق الأمر بالمدعو (او. ر)، البالغ من العمر 35 سنة، وهو موظف لدى صاحب الملهى القادم من ولاية وهران، كما أن أغلب الوافدين الى هذا الملهى نساء من ولايات وهران، الشلف، غليزان، تلمسان، تيبازة وحتى من مستغانم يقمن بممارسة الفسق والدعارة، حيث تصل سنويا عائدات المداهمات المفاجئة لمصالح الأمن لمختلف الأماكن المشبوهة، على غرار الملاهي والحانات، وكذا في مجال محاربة المتاجرة بالمخدرات حدود 45 مليون سنتيم. فضلا عن ذلك، كشف ذات المتحدث عن إجراء تحقيق واستعانت مصالح الأمن المختصة من عناصر الشرطة القضائية في هذه المداهمة الليلة التي أتت بثمارها وبنظام جديد، ويتعلق الأمر بنظام “بيديا” الذي يحدد هوية الاشخاص المشكوك فيهم أو محل بحث من طرف مصالح الأمن من خلال إدراج وإدخال اسم الشخص على أن يتم الكشف العام للمعلومات الشخصية له من الاسم، اللقب وتاريخ الميلاد وكذا وضعيته إزاء العدالة. وقد انتهت المداهمة في حدود الحادية عشرة ليلا، حيث فضلنا العودة عبر طريق واقنون لتفادي لفت انتباه الأنظار، خاصة ونحن عند عودتنا الى مدينة تيزي وزو نلاحظ حانات تنشط في العلن على طول الطريق وتقدم الخدمات للزبائن إلى ساعة متأخرة من الليل.