قالت الممثلة القدرية، عايدة كشود، إنّ واقع الدراما في الجزائر، هذه السنة، تراجع كثيرا مقارنة مع ما تم تقديمه في السنوات القليلة الماضية، وهو ما سيقف عليه المشاهد الجزائري خلال شهر رمضان القادم، الذي تفصلنا عنه بضعة أسابيع فقط وأضافت المتحدثة في لقاء مع “الفجر”، على هامش فعاليات مهرجان قرطاج الدولي بتونس، أنّ هذا التراجع الكبير جعل أغلب الممثلين الجزائريين يتوجهون إلى الفن الرابع حفاظا على تواجدهم في الساحة الفنية الوطنية، من جهة، وضمان لقمة العيش من جهة ثانية. وعبرت كشود، في السياق ذاته، عن أملها في أنّ يجد الممثل والفنان بصفة عامة، مكانة له في المشهد الوطني، مثله مثل أي مبدع آخر، خاصة وأنّ الفنانين ليس لديهم دخل آخر خارج الدخل الذي يتقاضونه مقابل قيامهم بتقديم أعمال سينمائية أو مسرحية أو درامية، على عكس الممثلين والفنانين الآخرين في الوطن العربي أو في العالم بصفة عامة. وفي ردها على سؤالنا حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تراجع الدراما في الجزائر في هذه الفترة، قالت كشود إنّ غياب الدعم الموجه للأعمال التلفزيونية والسينمائية بشكل عام هو السبب الحقيقي والمشكل الأكبر الذي يعيق أي عمل تلفزيوني، خاصة وأننا لا نمتلك مؤسسات إنتاجية ضخمة تكون قادرة على دعم مختلف الأعمال الدرامية التي كتب سيناريوهاتها نخبة من كتاب السيناريت الجزائريين الذين يزخر بهم المشهد الفني الوطني، نافية في الوقت ذاته أنّ يكون مشكل السيناريو الجيد هو سبب غياب الأعمال السينمائية أو الأعمال الدرامية والتلفزيونية. الممثلة القديرة عايدة كشود، وعلى هامش العرض الأول للفيلم المشترك بين السينما الجزائرية والسينما التونسية، الموسوم ب”شامة النخيل الجريح”، للمخرج التونسي عبد اللطيف بن عمّار، الذي تم عرضه في افتتاح فعاليات مهرجان قرطاج الدولي بتونس، والذي مثلت فيه عايدة دور “السيدة”، قالت بأنها كانت جد مسرورة بتواجدها ضمن أسرة هذا الفيلم، متمنية في الوقت ذاته تكرار مثل هذه التجارب حتى يتسنى للممثلين الجزائريين اكتساب الخبرات في المجال الدرامي والسينمائي، والاستفادة منها في سبيل النهوض بالأعمال السينمائية الجزائرية، التي تمتلك العديد من المؤهلات التي تخول لها لأنّ تنافس السينما العربية، ولعل هذا الفيلم وفيلم “خارجون عن القانون”، للمخرج المتألق الفرنكو جزائري، رشيد بوشارب، هو بداية عودة السينما المغاربية إلى المحافل الدولية الكبرى. وقد أدت عايدة دور” السيدة” بنجاح، حاولت من خلاله محاكاة قصة امرأة بقيت من ورثة الفرنسية كوليت، صديقة المناضل والمثقف المزيف، الهاشمي عباس، الذي أدى دوره الممثل التونسي، ناجي ناجح، وكانت تعمل كخادمة ترعى ابن البطل، وتعرف كل التفاصيل الحقيقية لهذا المناضل المخادع.