إحتضنت كلية اللغات بجامعة وهران اليوم الثلاثاء ندوة فكرية حول حوار الحضارات والأديان و آفاقه المستقبلية بحضور أساتذة و باحثين جامعيين و طلبة الدراسات العليا وتميز هذا اللقاء الذي تناول مسائل حوار الحضارات من خلال أعمال المفكر اللبناني-الروسي سهيل فرح بالتطرق إلى مختلف المقاربات العالمية المتعلقة بحوار الحضارات و الثقافات والمعوقات التي تحول دون بلوغ الآفاق المرجوة من خلال هذا المسعى الذي عرف مبادرات مكثفة في العشرين السنة الماضية، وقد ركز جل المتدخلين على تجربة روسيا و المشرق العربي بخصوص حوار الثقافات و كذا الحوار الإسلامي - المسيحي لا سيما مع الروس الذين يعتبرون نموذجا "ناجحا" في مجال تعايش الأديان و الأعراق و القوميات وأوضح الدكتور بخاري حمانة أستاذ بقسم الفلسفة أن العلاقات الروسية مع العالم الإسلامي التي تتناولها أعمال المفكر سهيل فرج لم تحصر "في مقاربة البعد الإيديولوجي بل على العكس شملت الأبعاد الحضارية و الاجتماعية و الثقافية و الإنسانية، ومن جانبه أشار الدكتور عبد القادر بوعرفة من جامعة وهران لدى تناوله لجانب" حوار المعارف الدينية و العلمانية إلى أن الحوار "يبدأ مع الذات قبل الأخر مضيفا ان الحوار مع هذا الأخير يجب ان يكون مفتوحا لا مغلقا حتى يكون حوارا فعالا". كما حاول المشاركون في هذه الندوة الأولى حول حوار الحضارات التي تنظمها كلية العلوم الاجتماعية بمساهمة مخبر الأبعاد القيمية و فرغ اللغة الروسية إبراز التطور التاريخي لمفاهيم حوار الحضارات و حوار الثقافات و التسامح خلال العشرين سنة الماضية خاصة في ظل القطبية الأحادية و "محاولة أمريكا فرض ثقافتها وقيمها من خلال عولمة الثقافة، وفي هذا الإطار قال الدكتور بن زيان بن شرقي من جامعة وهران أن الحوار يفرض الاحترام المتبادل بين المتحاورين و قبول الأخر و احترام ثقافاته و سلوكياته و أفعاله، وأشار المحاضر إلى أنه في السنوات الأخيرة تم استبدال مفهوم حوار الحضارات بمفهوم تحالف الحضارات ملاحظا أن هذا التحول جاء بغرض "تفضيل الحوار الثقافي عن باقي مجالات الحوار الأخرى، قد سمح هذا اللقاء بحصر العديد من المعوقات التي تحد من فعالية الحوار و منها الصراعات بين المنظومات الدينية و العلمانية و التداخل بين الحقول السلوكية و المعرفية و غيرها حسب المتدخلين الذين أكدوا على أهمية تجاوز هذه العقبات و تغليب محفزات الحوار كالقواسم المشتركة بين الأديان و الحضارات و السعي المشترك لإنقاذ المنظومة القيمية التي يعاني من تدهورها كل العالم.