استعرض، أول أمس، مختار بوروينة رئيس بلدية سيدي محمد، تفاصيل كتابه الموسوم ب ''الحضارة الإسلامية... الحوار وقبول الآخر'' الصادر مؤخرا عن مركب التوفيق، وذلك خلال الأمسية الثقافية التي نظمتها ذات الهيئة بقاعة سيرة ميسرة الكائنة بفرحات بوسعد بالجزائر العاصمة، ضمنه عناوين لمجموعة من المحاضرات التي ألقاها بوروينة خلال مداخلته السابقة في العديد من المناسبات في هذه المؤسسة التربوية والفكرية، وهي تدخل ضمن تحولات العالم الإسلامي وتموقعاته خارج محيطه، في محاولة منه لتحليل عناصر التأثير والتأثر حسب الظروف ووفقا للمعطيات المتتالية. وفي هذا الصدد أكد بوروينة أن معالجة موضوع التحولات بحقائق العصر كنقطة متواصلة بين مجموع المحاضرات التي يتضمنها هذا الكتاب يتوافق مع اهتمامات ومعاينات شكلت انشغالا حقيقيا لمسه المؤلف لدى جيل الشباب خلال الزيارة التي قام بها إلى منطقة ميزاب ولقاءاته المتكررة معهم في مركب التوفيق التربوي والتوجيهي. وعن أسباب اختياره مسألة الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان والعولمة الجائرة والتطرف الديني والاحتقان المتزايد في العلاقة بين الإسلام والغرب والحملات الإعلامية الشرسة التي تشن من حين لآخر ليوقظ العقول النائمة والضمائر الغافلة عما يدبر لها من قبل أعداء الأمة والدين الإسلامي الذين يهدفون إلى تشويه الإسلام على مستوى العقيدة والفكر والممارسة والسلوك والأخلاق عبر وسائط مختلفة حتى لا تضطلع الأمة الإسلامية بدورها الريادي مجددا وتعطي لعالمية الإسلام مكانته الحقيقية، وكذا المساهمة في الحديث عن الموروث الديني بنظرة فكرية عصرية تجيب عن تلك الأسئلة التي صارت، حسبه، مفروضة في زمن ألغت فيه وسائط الاتصال جميع الحدود وحولت العالم إلى قرية صغيرة تدار أخبارها وتحرك قضاياها عن طريق الزر. ودعا بورينة في السياق نفسه إلى عدم قراءة الحاضر بعيون الماضي بل على الأمة العربية المسلمة أن تحسن من فهم الحاضر كنتيجة مؤقتة لسياقات تاريخية معقدة معتمدين في ذلك على النص القرآني والأحاديث المأثورة.