تشهد ولاية جيجل منذ أيام توافد الملايين من المصطافين على شواطئ الولاية ال 23، سواء تعلق الأمر بعائلات الولايات الداخلية أو المغتربين، وهو ما سبب اكتظاظا منقطع النظير بعاصمة الولاية بالطرق المؤدية للشواطئ، سواء كانت الشرقية أو الغربية. وقد سجلنا اختناقا كبيرا في حركة المرور طيلة ساعات اليوم بالمدخل الشرقي على طول أزيد من 7 كلم. الأمر نفسه يقال عن المدخل الغربي، إذ تزداد حدة الاختناق في الفترة المسائية، حيث يستغرق الزائر مدة تزيد عن ساعتين للتنقل من العوانة مثلا إلى جيجل على مسافة حوالي 20 كلم. وإضافة إلى الاكتظاظ في حركة المرور، تم تسجيل ندرة في مادة الوقود خاصة البنزين الممتاز والمازوت وحتى العادي، وهذا بسبب عدم تمكّن المحطات القليلة المتواجدة بالولاية من تلبية الطلبات الكثيرة عليها. من جانب آخر، وجدت العائلات التي استأجرت المساكن والمنازل صعوبة في الحصول على مادتي الخبز والحليب لنفادها في الساعات الأولى من كل يوم ونفس الأمر يقال عن الخضر والفواكه في العديد من الأماكن. وفي ظل نقص المرافق السياحية، فإن المئات من العائلات تضطر إلى المبيت في العراء بحظائر توقف السيارات بكل من الخليج الصغير، شاطئ المنار الكبير وسط العوانة وغيرها، وهذا بعدما تعذّر عليها العثور على مساكن للكراء رغم ارتفاع أسعارها إلى أزيد من 5000 دج لليلة الواحدة بعاصمة الولاية، وهو ما يعني بأن السلطات الولائية مدعوة بإلحاح للبحث عن استراتيجية جديدة لتسيير مثل هذه الوضعيات في المستقبل، خاصة وأن جيجل أضحت القبلة الأولى للأزواج الجدد وللعائلات الجزائرية التي تبحث عن الراحة والأمان لقضاء العطلة. وفي سياق متصل، يشهد الطريق الوطني رقم 27 الرابط بين عاصمة الشرق قسنطينةوجيجل حالة اختناق غير مسبوقة، خاصة عبر مسلك القرارم وسيدي معروف، حيث عادة ما تشل حركة المرور نهائيا على مستوى منطقة حمام بني هارون الشهير، وأفاد عائدون من جيجل أنهم صاروا يقطعون المسافة بين قسنطينةوجيجل في مدة تتراوح بين 5 و6 ساعات بدلا من الساعتين وهو ما وصفوه بالجحيم الحقيقي، وهو موضع يتطلّب من المسؤولين الإسراع في فتح الطريق السريع الرابط بين جيجل وسطيف للتقليل من حدة الاختناق على الطريق الوطني رقم 27، الذي يعتبر الوحيد الذي يربط ولايات عديدة من شرق البلاد بعاصمة الكورنيش.