هروب جماعي نحو الشواطئ بسبب الحرارة ازدحام في حركة المرور وطوابير طويلة للسيارات باتجاه الولايات الساحلية انتهت أمس موجة الحرارة التي عاشت خلالها الولايات الساحلية نهاية أسبوع كأنه جزء من الجحيم، شهدت خلاله قاعات الاستعجالات بالمستشفيات والطرقات المؤدية الى الشواطئ اختناقا كبيرا.. * * هجوم "تاريخي" على شواطئ شرق البلاد * السياح قطعوا مسافة 100 كيلومتر في 10 ساعات كاملة * لم يمر اليومان الأخيران "الخميس والجمعة" اللذان اعتبرا الأسخن في الجزائر منذ سنوات عديدة بردا وسلاما على المدن الساحلية الشرقية التي فاجأها عشرات الآلاف من الزوار الذين لم يسبق لهم وأن اكتسحوا الشواطئ منذ بداية فصل الصيف كما فعلوا أول أمس الخميس ونهار أمس الجمعة، حيث عجزت الطرق الوطنية المؤدية إلى شواطئ شرق البلاد تماما عن استيعاب الآلاف من السيارات التي تحركت منذ الفجر نحو مبتغاها الساحلي.. ولأن الفنادق مازالت دون مستوى إقناع السائح الجزائري، خاصة في مدن الشرق بخدماتها الرديئة وأسعارها المرتفعة.. فإن عامة سكان الولايات الداخلية مثل قسنطينة وميلة وباتنة وسطيفوتبسة وخنشلة وأم البواقي يلجأون إلى اقتصار التصييف على يوم واحد أي بالتوجه إلى شاطئ البحر صباحا والعودة في المساء، وهو ما خلق اختناقا غير مسبوق بالطرق الوطنية المؤدية إلى الولايات السياحية الشرقية مثل القالة بالطارف وعنابةوسكيكدةوجيجل وبجاية، وهي الطرق المؤدية من المدن الداخلية إلى الساحل. * فقد شهد الطريق الوطني رقم 3 اختناقا كليا يوم الخميس، فإذا كان الحال مقبولا في طريق الذهاب نحو الشواطئ بسبب عدم توافق الذاهبين زمنا مع بعضهم البعض.. فإن طريق العودة كان شبه مشلول، خاصة أن هذا الطريق يستعمله القسنطينيون وأبناء ميلة وسطيف وباتنة لأجل التوجه إلى شواطئ الشرق جميعها باستثناء شواطئ جيجل. ووجدت الحواجز الأمنية الثابتة للدرك ومصالح الأمن في عدة مناطق مثل ديدوش مراد ومدخل عزابة صعوبة بالغة في مراقبة وأيضا معاقبة المخالفين، إذ لجأت العديد من السيارات إلى التجاوزات اليمينية الممنوعة والسير على الحواف وعبر الأماكن غير المعبّدة لربح بعض الوقت، وبلغ زمن قطع الطريق الرابط ما بين قسنطينةوسكيكدة الذي لا يزيد عن ثمانين كيلومترا ثماني ساعات جعلت رحلة التصييف أشبه بالكابوس لدى مرتادي هذا الطريق.. وصار معروفا الآن لدى أصحاب الحاويات والشاحنات الكبرى تفادي نهاية الأسبوع لحمل سلعهم من موانئ سكيكدةوعنابة، لأن سرعة العودة إلى المدن الداخلية ستصطدم بهذا الازدحام. * أما الطريق الوطني الرابط ما بين جيجلوقسنطينة فقد صار مستحيلا، خاصة في طريق العودة، إذ يفضل المصطافون التوقف أمام سد بني هارون العملاق لتناول الشواء فتتوقف الحركة نهائيا وتتعقد ولا يمكن العودة إلا بعد الغروب، ولم تجد شرطة الطرقات لحد الآن الحل في هذا الموقع من هذا الطريق الحساس. * لكن ما يحدث في الطريق الوطني رقم 75 الرابط ما بين سطيف وبجاية صار مقززا فعلا، إذ توقفت مساء الخميس وصباح الجمعة الحركة في منطقة سوق الاثنين لأكثر من ساعتين كاملتين بسبب الازدحام غير المسبوق، وكانت هذه النقطة في الطريق قد أثارت نقاشات محلية عديدة لحل إشكالها ولكن من دون أي تحرك إيجابي وواقعي.. وبمعاناة أقل، عاش الطريق الوطني رقم 16 الرابط ما بين الحمامات بولاية تبسة ومدينة عنابة، إذ بلغت درجة الازدحام مستوى غير مسبوق، ونتج عن توقف الحركة بعض الحالات المستعصية بسبب ضربات الشمس وجاءت خطورتها في صعوبة تدخل مصالح الحماية المدنية. * * أكثر من مليون مصطاف احتلوا شواطئ الشرق والخواص فكّروا في رمضان * بلغ عدد الذين دخلوا شواطئ عنابة وحدها وهي "ريزي عمر ورفاس زهوان وبالفودار والخروب وعين اعشير وبوقراط وشطايبي" يوم الخميس فقط رقم 99600 مصطاف، كما بلغ رقم حالات الغرق المؤكدة 44 حالة، أما الملاحظة بسبب الحرارة القياسية هو تسجيل 24 حالة اختناق.. وتجاوز عدد المصطافين عبر كل شواطئ شرق البلاد خلال يومي الخميس والجمعة المليون مصطاف وهو رقم لم يسبق لشواطئ الشرق وأن سجلته في تاريخها خلال يومين فقط.. واشتكى الذين اختاروا الشواطئ الخاصة بمدينة عنابة وهي كثيرة جشع الخواص الذين بدأوا يفكرون في شهر رمضان، حيث يتوقفون عن العمل مع المصطافين، وصار همهم جمع أكبر كمية من الأموال مهما تدنت الخدمات، حيث التصق المصطافون ببعضهم البعض والتصقت الشماسات والطاولات أيضا وتلاشت الحرمة نهائيا في هذه الشواطئ التي يؤمها المغتربون بصفة خاصة.. وإذا كان سعر كراء المكان الواحد يتراوح ما بين 800 دج و1000 دج فإن الهجوم الكاسح للمصطافين حقق معادلة الربح السريع في الزمن القصير لأجل تعويض ما يسببه شهر الصيام من خسائر لهؤلاء الخواص الذين اكتروا الشواطئ.. والجديد هذه المرة أن مصالح الحماية المدنية في الشواطئ كانت من أجل نقل الذين أصيبوا بالاختناقات أكثر، إذ تم تسجيل 24 حالة اختناق بشواطئ عنابة وحدها يوم الخميس وتم تسجيل هذه الحالات تحت حرارة قاربت الخمسين في غياب أطباء ينصحون المصطافين بتفادي البقاء تحت أشعة الشمس زوال الخميس والجمعة عندما حطمت درجات الحرارة كل الأرقام القياسية في الإرتفاع والتي توحي ببداية شهر أوت ملتهبة وأيضا مسيلة للعاب المصطافين الذين سيتوافدون بقوة قبل شهر رمضان. * * قتيل و62 مسعفا باستعجالات وهران بسبب الحرارة المرتفعة وانفجار لمصنع يخلف حريقا بتيارت * تسبّبت درجات الحرارة المرتفعة، التي تشهدها منذ يومين وهران والمناطق المجاورة لها والتي بلغت ال46 درجة، في مصرع شخص يبلغ من العمر حوالي 45 سنة بحي الدارالبيضاء؛ جرّاء تعرّضه لضيق حاد في التنفّس وعدم استطاعته مقاومة هذا الظرف القاهر كما ذكر مقربون منه. * وقد تم إسعاف أزيد من 62 شخصا آخر إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي في غضون يوم واحد فقط بعد عجزهم عن التأقلم والتنفس بشكل طبيعي. علما أنّ أغلب المسعفين حسب ما أشارت إليه مصادرنا هم من الأطفال والمصابين بمرض الربو. * ويشار إلى أنّ، موجة الحر المرتفعة غير المعتادة قد فرضت حظرا للتجوال على المواطنين والعائلات، خاصّة في الفترات الصباحيّة خشية من تعرّضهم لضربات الشمس وغيرها من المخاطر الصحيّة الأخرى الناجمة عن الحرارة كالإغماءات المفاجئة والنزيف الأنفي. * أما بتيارت، فقد أدى، عصر الخميس الماضي، انفجار 5 قارورات كبيرة للغاز - على الأقل - بفعل الحرارة المرتفعة، إلى احتراق جزء من حظيرة العتاد في بلدية سيدي الحسني، 27 كلم، شمال عاصمة الولاية، وبالأخص بعض العجلات القديمة وأنابيب بلاستيكية مع تناثر جدران المخزن الزنكية مع الباب لشدة الانفجار، فيما لم تسجل أي خسائر بشرية ماعدا الهلع الذي أصاب العشرات من سكان القرية الذين صدمتهم الانفجارات المتتالية قبل أن تتغطى المنطقة بسحابة دخان كثيفة وروائح الحريق. * * موجة الحر العالية تفرض حظرا للتجول بعين الدفلى * أسفرت موجة الحر الشديد التي اجتاحت ولاية عين الدفلى على غرار باقي ولايات الوطن منذ أيام، عن حرائق عدة أشعلت هكتارات واسعة من غابات المنطقة، الشيء الذي ضاعف شدة الحر إلى درجة شلت حركة المواطنين إضافة الى إلحاق اضرار بالعديد منهم. * وقد تم تسجيل حالات غرق بسدود المنطقة التي صارت ملاذا للكثيرين من القيض، منها وفاة مواطن فى العقد الثالث من عمره، مات غرقا في سد سيدي امحمد بن طيبة ببلدية عريب مساء الأربعاء، كما تم إنقاذ إثنين آخرين صباح الخميس بنفس السد من طرف بعض الفلاحين الذين تواجدوا صدفة عند مقدم مجموعة من الأطفال للسباحة في مكان من السد معروف بشدة توحله. * فى بلدية جندل شرق الولاية، إحترق هذا الأربعاء، منزل أحدهم، أثناء اشتداد الحر عند الظهيرة بعد اندلاع النار في كومة التبن المصفوفة جانب البيت ما نجم عنه خسائر في العتاد دون الأرواح، كما تم تسجيل عدة إصابات بضربة الشمس وحالات اغماء بكل من بلديتي خميس مليانة وسيدي لخضر وسط عدد من الفلاحين كانوا لايزالون يعملون بالحقول ما اضطر الى نقل بعضهم الى مصحات المنطقة.