أجبرت السلطات المحلية بباتنة العشرات من باعة اللحوم البيضاء على مغادرة الأماكن التي اعتادوا عرض سلعهم فيها من الدجاج الحي عبر الأسواق الشعبية في المدينة، مما حذا بهؤلاء التجار إلى ممارسة نشاطهم خلسة عن أعين الرقابة ورجال الشرطة بإخفاء صناديق الدجاج في السيارات أو في أماكن معينة ويقومون بجلبه منها بعد التفاوض مع الزبون. وقد احتج هؤلاء التجار على منعهم من ممارسة نشاطهم تزامنا مع الشهر الكريم، وطالبوا باسترجاع أماكنهم في الأسواق، أو أن تخصص لهم أماكن أخرى، خصوصا وأن معظمهم يعتمد فقط على بيع الدجاج لكسب قوته. وقد باشرت منذ مدة المصالح المعنية في مديرية التجارة بالولاية حملة واسعة لمراقبة أسواق المدينة وتطهيرها من التجارة الفوضوية وعرض السلع في الأماكن غير الصحية، وكان قبل هذا سكان الحي المحاذي للسوق الشعبي ببوعقال المعروف بسوق “العواوطة” رفعوا لائحة من الشكاوى من مخلفات السوق من الأوساخ وانتشار الروائح الكريهة والحشرات والكلاب الضالة، فالأماكن المخصصة لبيع الدجاج بالسوق تعرف انتشارا كبيرا للمذابح العشوائية والمراوح التقليدية التي لا تتوفر على أدنى شروط النظافة، غير أنها تشهد إقبالا واسعا للمواطنين لدى شرائهم دجاجا حيا، باعتباره أقل ثمنا نسبيا من الدجاج الجاهز. وقد نفى بعض التجار في تصريحهم ل “الفجر” أن تكون شكاوى المواطنين سببا في طردهم من السوق، موضحين أن لا ذنب لهم في الأوساخ على اعتبار أن المذابح هي المتسببة فيها، مرجعين في ذات الوقت السبب الحقيقي إلى اللحوم الهندية المستوردة حديثا، حيث يتوقعون أنها لن تشهد إقبالا معتبرا من المستهلكين خلال شهر رمضان لأسباب دينية وصحية، وسيستبدلونها بلحوم الدجاج نظرا لارتفاع سعر اللحوم الحمراء، التي بلغت سقف 800 دج قبل أيام من دخول الشهر الكريم، وهو ما دفع بالسلطات حسب التجار إلى “طردهم من السوق تفاديا لكساد اللحوم الهندية”. ويذكر أن أسعار اللحوم البيضاء بباتنة حافظت على استقرارها منذ أربعة أشهر ولا تتجاوز هذه الأيام 200 دج للكيلوغرام الواحد، فيما ارتفعت أسعار الخضر والفواكه بقيم متفاوتة. وقد أبدى المواطنون تخوفهم من تحرك آلة المضاربة مع دخول شهر رمضان المعظم وبلوغ أسعار بعض السلع الاستهلاكية حدا لا يطاق. ومن مظاهر شهر رمضان بباتنة الانتشار الكبير للتجارة الموازية والتجار الفوضويين، حيث تتحول الكثير من الشوارع بوسط المدينة و الأحياء الشعبية إلى أسواق كبيرة لبيع الخضر والفواكه والمواد الاستهلاكية من حلويات وخبز ومشروبات وهي الظواهر التي تعتزم المصالح المعنية محاربتها خلال شهر رمضان بتكثيف حملات المراقبة والإجراءات الردعية. وقد أوردت مصالح الأمن في إحصائياتها خلال السداسي المنقضي من السنة الجارية تسجيلها ل 181 مخالفة متعلقة بعرض وبيع السلع في الطريق العام و23 مخالفة تتعلق بالطب البيطري وحماية الصحة الحيوانية.