سيشرع قريبا في هدم السوق الشعبي القديم لحي باش جراح، وتهيئة أرضيته لبناء سوق حديث تراعى فيه مقاييس البناء، ويكون واجهة ملائمة تزين مظهر هذا الحي الذي شوهته المظاهر الفوضوية، التي كرسها باعة الأرصفة ممن غيبوا القانون وفرضوا منافسة غير شريفة على التجار الشرعيين، الذين يملكون محلات سواء داخل السوق أو خارجه ويمارسون نشاطهم التجاري اليومي وفق سجلات تجارية أو رخص معترف بها. وبإزالة فوضى العرض التي طالت أيضا وسط هذا السوق، حيث يباع الدجاج بجانب الزيتون والأسماك بجانب العنب والصابون الى جانب الزبدة والخردوات بجانب اللحوم، يمكن التطلع الى أفق أحسن بكثير، خاصة وأن المرافق التي ستبنى ستكون وفق معايير عمرانية متطورة، على غرار الأسواق العديدة التي بنيت على مستوى بعض البلديات العاصمية. وبالمقابل، استبشر سكان حي باش جراح، بالرغم من أن إزالة هذا السوق في الظرف الحالي سيكلفهم كثيرا من الوقت في الذهاب إلى الأسواق المجاورة، ولو أن النية تتجه حسب مصادر مقربة من بلدية باش جراح، إلى تخصيص أماكن مؤقتة للبيع والعرض تكون قريبة من أحياء البلدية. وإلى جانب ذلك، فإن إعادة تنظيم السوق سينعش الأسواق المجاورة التي كانت تعاني من الكساد، على غرار سوق جنان المبروك الذي لم يعرف الانتعاش الذي كان منتظرا منه، بالرغم من وجوده وسط أحياء كبيرة كحي 20 أوت 55 أو حي المسلمين والقرية السوداء وغيرها من الأحياء كديار الجماعة أيضا. وهكذا سيتحول سوق جنان المبروك إلى قبلة المتسوقين، لكن شرط أن تعمل السلطات البلدية على فرض سيادة القانون، من خلال محاربة المتطفلين الذين يعرضون على الأرصفة غير مبالين بقانون أو ببيئة أو صحة.