لجأت وسائل الإعلام المغربية، أول أمس، إلى الاستثمار في زيارة الأمير القطري، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، للجزائر، لتأليب الرأي العام والترويج لما يشبه “التواطؤ” الجزائري القطري ضد المغرب، من خلال دعم جبهة البوليساريو وإعلان ما أسمتها “حرب إعلامية” تديرها “الجزيرة” تهدف إلى تشويه سمعة المغرب، واتهمت “التحليلات المغربية” المشبوهة، الجزائر بالاستفادة من الأزمة بين قطر والمغرب لتحقيق تقارب بين الدولتين على حساب الرباط. وفضل المحللون إعطاء طابع آخر، مثلما جرت عليه العادة، لزيارة الأمير القطري، من أجل أن تتناسب مع الأطروحات المغربية، التي تنظر إلى الجزائر دائما بنظرة شك وريب. وذهبت المصادر الإعلامية إلى حد الترويج إلى أن الجانب غير المعلن من زيارة الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، شهدت لقاء للأمير مع الأمين العام لجبهة البوليساريو، بمساندة من المسؤولين الجزائريين، حول دعم مالي قطري للجبهة الصحراوية، التي ترى فيها المغرب ألد الأعداء، دون أن تذكر المصادر تفاصيل أخرى عن الجلسة المزعومة. وتشير التقارير الإعلامية المغربية، إلى درجة الخوف التي تعتلي المملكة من التقارب بين الجزائر وقطر، ورأت أن التحرك “الفجائي”، يكون من ورائه “تسخير” قناة “الجزيرة” لإنجاز تقارير سلبية عن المغرب، تكون لها أبعادا داخلية وخارجية، مقابل دعم إعلامي لجبهة البوليساريو، فيما تساءلت صحف أخرى عن عدم تفعيل قطر لوساطتها بين المغرب والجزائر، بما أنها تملك علاقات طيبة في البلدين، ونسبت في السياق، تصريحا لدبلوماسي قطري، يتحدث فيه عن استعداد قطر لأداء هذا الدور، إذا وافق الطرفان. وتتوجس المغرب خيفة، من أن تستفيد الجزائر، مما تصفه الصحافة المغربية بالأزمة بين المغرب وقطر، ونقطة الاستثمارات القطرية في الجزائر، بهدف “إضعاف” المغرب وأطروحاته، وعلى رأسها ملف الصحراء الغربية.