تتفنن العائلات الوهرانية من ربات البيوت في تنويع مائدة رمضان مع حلول أول يوم من هذا الشهر الكريم، حيث تختلف الأطباق من عائلة لأخرى، إلا أن التمسك بعادات وتقاليد الأجداد لا زال راسخا لدى العائلات الوهرانية التي تستقبل شهر رمضان بطاجين الحلو.. حتى تكون سائر أيام الشهر حلوة وفأل خير على العائلة، التي تتبرك بقدوم هذا الضيف العزيز وتحضر له أشهى وألذ المأكولات فالسيدات من ربات البيوت تحضرن، خلال اليوم الأول، طاجين البرقوق والمشمش أوالزبيب، الذي يكثر عليه الطلب هذه الأيام، بالرغم من سعره المرتفع، والتي وصل إلى 400 دج للكيلوغرام الواحد، إلا أن الكثير من ربات البيوت لا تفطرن، خاصة في اليوم الأول، إلا على هذه الأطباق التي تسيل لعاب الصائمين. قالت السيدة (ع.ربيعة) أم لطفلين، أنها مع حلول شهر رمضان لا يمكنها أن تفطر إلا على طبق الحلو، المشكل من لحم الخروف والبرقوق أو المشمش المجفف، ويضاف فوقه الزبيب واللوز، إلى جانب طبق الحريرة المعطر بمختلف التوابل، وهو طبق آخر رئيسي، والذي نجده في اليوم الأول يتربع على عرش مائدة رمضان، إضافة إلى طبق الشوربة الذي تتفنن ربات البيوت في إعداده، ويعد من الضروريات طيلة شهر رمضان دون منازع. كما تتزين مائدة رمضان بأكلة “المعقودة” التي يتهافت عليها الصائمون، والتي تعد ملكة مائدة رمضان بالنسبة للعائلات الوهرانية، لكونها غنية بالمكونات الغذائية من مختلف الأنواع، حيث يعتمد في تحضيرها على مادة البطاطا والقصبرة والبيض والزعفران وغيرها، ولا يمكن أن تغيب عن مائدة رمضان طيلة الشهر. كما تتخلل فترة ما بعد الإفطار أطباق أخرى من الحلويات التقليدية، في مقدمتها حلوة الزلابية والشامية وأصبع القاضي وغيرها، والتي تكون مصحوبة بالشاي أوالقهوة. ويكثر الطلب خاصة على حلوة الشامية التي يتفنن في صناعتها الكثير من الأشخاص الذين يستأجرون محلات خاصة بهذا الشهر الكريم لصناعتها، والتي تسوق بثمن يتراوح بين 200 و 300 دج، إذ تشهد العديد من المحلات التي تشتهر بصناعة الشامية والتي تنبعث منها مادة ماء الزهر مما يعطيها ذوقا خاصا ومميزا يستهوي شهية الصائم، طوابير من المواطنين ساعات قبل الإفطار. الطعام سفة المحشي بالعسل للسحور ربات البيوت لا تنتهي مهمتها فقط عند تحضير وجبات الفطور، وإنما تستمر إلى غاية ساعات السحور، حيث تحضرن أطباقا مختلفة تعتمد أكثر على طبق الطعام “سفة” الذي يسقى بمادة العسل، فيما يكثر تناول في هذه الصائفة فاكهة الموسم، خاصة فاكهة الدلاع، التي عادة ما تتناولها العائلات الوهرانية مع السفة.