تشهد العديد من المحلات التجارية بوهران عمليات تغيير في واجهات المحلات بعدما تم إدخال بعض التعديلات عليها فيما يخص الديكور، والتي كان نشاطها في السابق يقتصر على بيع المواد الغذائية وكذا الأكل الخفيف وبعض المشروبات والمرطبات إلى جانب محلات أخرى كانت تعرض ملابس خاصة بالنساء وأخرى مختصة في بيع الملابس الداخلية والتي قام أصحابها بتغيير نشاطها في هذا الشهر الكريم إلى صناعة الحلويات التقليدية التي يكثر عليها الطلب في رمضان. ويتهافت التجار على بيع حلويات الشامية والزلابية التي يتسابق عليها الصائمون قبل آذان الإفطار، فيما يقوم آخرين ببيع ملابس للأطفال خاصة بالعيد وهو ما بات جليا بالشوارع الرئيسية لمدينة وهران، التي أصبحت قبلة للكثير من العائلات التي تتوافد عليها لشراء ملابس العيد لأطفالها، والتي تبقى أغلبيتها مستوردة وتسوق بأسعار باهظة جعلت الكثير من العائلات تغير وجهتها نحو الأسواق المحلية الأخرى، ومنها سوق المدينةالجديدة لاقتناء ملابس العيد لأطفالها بأسعار معقولة، خاصة أن معظم المنتوجات من صنع محلي. وقد جاءت هذه التغييرات في أنشطة التجار نتيجة غياب المراقبة من قبل مصالح التجارة، وكذا العديد من الجهات المختصة بعدما التحق بهذا القطاع أصحاب المحلات الهاتفية وغيرها. وفي هذا الصدد، أكد السيد س.عبد القادر بائع للحلويات الشرقية والذي كان في السابق مختص في بيع الأكلات الخفيفة (أربعة فصول) أن شهر رمضان يأتي مرة في السنة ويتطلب أنشطة خاصة ومعينة، والتاجر عليه أن يساير كل هذه التحولات والتغييرات التي يتغير بها السوق وتؤثر على مداخيل وإرادات التجار، مما بات يتطلب التكيف مع الشهر وتسويق المنتوجات التي يكثر عليها الطلب من طرف المستهلكين سواء فيما يخص المواد الغذائية أو الحلويات التقليدية، وحتى بالنسبة لملابس العيد التي تتهافت عليها العائلات في هذا الشهر الكريم لاقتناء الثياب الجديدة لأطفالها. ويضيف السيد ط.عزالدين تاجر بوسط المدينة أن هذا التغيير بالقدر الذي يخدم فيه أصحابه من التجار الموسميين الذين يغيّرون نشاطهم في هذا الشهر الكريم، فإنه يلحق أضرار أخرى بالتجار العاديين بعد تكدّس سلعهم إلى جانب حدوث المضاربة والمنافسة غير الشرعية في الأسعار، مما بات يتطلب فرض إجراءات ردعية صارمة لتحديد الأنشطة المهنية، وهذا لحماية المستهلك، محمّلا المسؤولية إلى مصالح التجارة التي تغض النظر عن مثل هاته التصرفات اللاّمهنية، بعدما أصبح التجار العاديين يدفعون ثمن ذلك الإهمال والتسيب في غياب المراقبة من قبل الجهات الوصية للتدخل وردع كل المخالفين، خاصة أن الحركة التجارية تسيرها قوانين وأنظمة وليست غابة بعدما اختلطت الأمور في هذا الشهر الذي أصبح يبحث فيه المرء عن كل السبل والوسائل لكسب المال والزيادة في مداخيله دون مراعاة غيره. أما السيد ك.عمار، مواطن من وهران، فقد أكد في ذات السياق أن تزايد التجار في نفس النشاط من شأنه أن يخدم كثيرا المستهلك خاصة ذوي الدخل المحدود وذلك من أجل القضاء على المضاربة في الأسعار، وكذا ظاهرة الطوابير خاصة أمام بائعي الحلويات التقليدية التي تشهد من خلالها بعض المحلات تدفق كبير يوميا للمواطنين في استهلاك هذه الحلويات، هذا إلى جانب المنافسة التي تخلق فرص عديدة للمواطن في اقتناء المنتوجات أو الملابس التي يرغب فيها لأطفاله وحسب قدرته الشرائية.