مسلمو اليونان يشكلون أقلية في هذا البلد الذي يعتز بديانته المسيحية، ورمضان بالنسبة لهذه الأقلية يشكل فرصة لتأكيد تمسكهم بعباداتهم في مختلف أنحاء اليونان. وفي “ثراكي” شمال اليونان تقطن أغلبية مسلمة حافظت بمرور الزمن على عاداتها وتقاليدها وإن تسللت لها بعض العادات الغربية. يقول مفتي مدينة كوموتيني، جمال إدريس متسو، إن شهر رمضان له مكانة خاصة لدى الجميع حيث تبدو مظاهر الالتزام بالعبادات على الجميع. ورغم أن بعض العادات الغريبة تسللت إلى شباب الأقلية، إلا أنهم يحترمون شهر رمضان بشكل كبير، فلا يلمح الزائر مسلما مفطرا في الشوارع، كما تقفل المقاهي نهارا. أما عن الدروس والمواعظ، فترسل هيئة الوعظ والإرشاد الدعاة والداعيات إلى قرى المنطقة حيث يلقون دروسا يومية. وبعد صلاة العصر من كل يوم يجتمع المسلمون في المساجد، حيث يستمعون إلى أحد حفّاظ القرآن وهو يتلو جزءا كاملا من القرآن الكريم، وعند الإفطار تجتمع عدة أسر في بيت واحد، ثم تنطلق بعدها إلى المسجد للصلاة. ومأكولات الأقلية المسلمة في ثراكي مشابهة تماما للمأكولات التركية، شأنها شأن سائر عاداتهم وتقاليدهم، كما يتكلمون اللغة التركية فيما بينهم. ولا تختلف عادات مسلمي الجزر اليونانية -رودوس وكو- عن عادات إخوانهم في ثراكي، حيث أوضح الشيخ شكري داماد أوغلو، إمام جزيرة كو أن مسلمي الجزيرة خلال رمضان يقيمون نشاطات تشمل حلقات تلاوة القرآن في البيوت. وفي المساجد تتم قراءة جزء كامل من القرآن بعد صلاة العصر، ثم ما بين المغرب والعشاء يُقرأ ما تيسر من القرآن ثم تلقى كلمة إرشادية بالمصلين. ويحاول الآباء مكافأة أبنائهم على الصيام ببعض الهدايا التشجيعية. ولا يشتكي مسلمو كو من أي تضييق في إقامة شعائرهم الدينية، وإحياء مناسباتهم من جمع وأعياد وغيرها، على حد قول أوغلو. أما مسلمو كريت وأغلبهم من الجالية العربية، فيقيمون إفطارات جماعية بشكل يومي في المسجد كما يقول أشرف كبارة أحد مسؤولي مسجد مدينة خانيا. وأضاف كبارة أن برنامج رمضان لا يختلف من سنة إلى أخرى، حيث تبدأ الدروس يوميا من بعد صلاة العصر إلى المغرب، ثم تتابع بعد ذلك إلى موعد صلاة التراويح، وتتنوع الدروس اليومية بين قراءة القرآن والتفسير وشرح الأحاديث النبوية الشريفة. وفي أثينا التي قدم لها مسلمون من جنسيات مختلفة للعمل أو الدراسة، توجد عشرات المصليات العربية والآسيوية، التي وضعت برامج النشاطات الخاصة بالشهر الكريم. ومن المعتاد أن تدعو بعض المساجد أحد الأئمة المعروفين من الخارج للمساهمة في إحياء شعائر رمضان، كما أن بعض المسلمين يستغلون شهر رمضان للسفر إلى الأراضي المقدسة للعمرة. كما تجمع زكاة الفطر في مساجد أثينا وتوزع على فقراء المسلمين في المدينة أو ترسل إلى بلاد أخرى. وعن المساجد الآسيوية، قال رئيس الاتحاد الباكستاني السيد بدر إن شهر رمضان يشهد سحورا جماعيا بشكل يومي كما يشهد كذلك إفطارات جماعية يومية. ويساهم المصلون في تحمل نفقات الطعام حسب طاقة كل فرد منهم، ويتكون الطعام عادة من المأكولات الآسيوية الحارة. كما تُجمع زكاة الفطر من المصلين في أواخر الشهر لتوزيعها على المحتاجين. ولا توجد رابطة واحدة تجمع جميع مساجد أثينا حتى الآن، بينما تقوم محاولات من هذا القبيل بين الحين والأخر.