عرفت المناطق الشمالية للوطن تراجعا محسوسا فيما يخص المحاصيل الموسمية لهذه الصائفة، بسبب موجة الحر والأمطار الطوفانية التي اجتاحت عددا من الولايات المنتجة لهذه المحاصيل، وقد مست منتوج العنب والزيتون على وجه الخصوص مخاوف من تضاعف أسعار هذه المحاصيل في فصل الشتاء يقول الفلاحون إنهم يعانون من ندرة محاصيل الزيتون بمنطقة القبائل وبعض المناطق الشرقية للوطن، ولا تسد كميات الإنتاج حاجياتهم السنوية، وقد لجأ العديد منهم إلى اقتناء زيت الزيتون، رغم أنهم يمتلكون مئات الأشجار في مزارعهم، إلا أن موجة الحر والحرائق التي أتلفت عدة غابات من الأشجار المثمرة منها الزيتون، حال دون جني محصول إيجابي، مما رفع من أسعار زيت الزيتون إلى 500 دج للتر الواحد، في وقت لم يتعد ال 250 دج للتر الواحد من نفس الفترة خلال السنة الماضية. وقد زاد الأسعار ارتفاعا الطلب المتزايد والعرض المتناقص في شهر رمضان، وتدخل السماسرة لإلهاب السوق واحتكار المادة، وهو ما يحدث مع الزيتون الذي تطلبه العائلات الجزائرية كثيرا خلال هذا الشهر، حيث تتراوح أسعاره ما بين 220 و400 دج للكلغ الواحد. وبالرغم من غياب الأرقام الرسمية لحد الآن، إلا أن المنتجين أكدوا تراجع المحاصيل الموسمية الأكثر طلبا في شهر رمضان، على غرار العنب أيضا، حيث تتراوح أسعاره بين 80 إلى 200 دج، حسب النوعية، وقد أرجع الفلاحون تراجع المنتوج إلى الحرارة المرتفعة جدا، والتي أجهضت المحصول قبل اكتمال الحَبّ من النضج في حقول الكروم، كما ساهمت الأمطار الطوفانية في إتلاف عدة حقول بالولايات الساحلية. في حين أعلن المنتجون وفرة محاصيل التين والتين الشوكي “الهندي”، وبكميات تلبي طلب السوق المحلي، لا سيما بالمناطق الداخلية التي تمتاز بالنوعية والجودة في هذه المحاصيل. وإذا كان التين الشوكي، الذي لا يتطلب شروطا خاصة بالإنتاج، لا يزال مرتفعا من حيث الأسعار، إذ يتراوح ثمن الحبة منه بين 5 إلى 10 دج، باختلاف المناطق، فإن التين “الكرتوس أو الكرموس” يبقى بأسعار قياسية مقارنة بالسنة الماضية، حيث وصل سعر الكلغ إلى 200 دج، ويتعدى ال 80 دج بمناطق الإنتاج ذاتها، ما يعني أن وفرة العرض انعكس سلبا على الطلب، وتشهد هذه المحاصيل ككل، إقبالا متزايدا عليها في الأسواق خلال شهر رمضان لتزيين مائدة الإفطار.