هاهي العشر الأواخر من رمضان، أقبلت علينا ونحن أمة الإسلام في حال لا نحسد عليه، فمنّا من هو تائه في دياجير الذنوب والمعاصي غير معتبر برمضان ولا برب رمضان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ومنّا من ألهته الدنيا بزخرفها وزينتها فانكب على متاعها الزائل، ومنّا من آتاه الله علما وعرف الحق لكنه كتمه ابتغاء متاع قليل وإنّا لله وإنّا إليه راجعون، ومنّا من آتاه الله قوة فلم يستخدمها في مواجهة أعداء الله لكنه وجّهها لصدور أبناء دينه وحسبنا الله ونعم الوكيل. يا رب العالمين.. ياذا الجلال والإكرام .. نشكو إليك حالنا، يا أرحم الراحمين إن كنّا فرّطنا في واجباتنا نحوك ونحو دينك ونحو سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، فإن هناك من اجتهدوا في نشر دينك في كل مكان، وهناك من تعلّموا العلم وعلّموه وعملوا بما علموا، وهناك من يذكرونك بالليل والنّهار يحذرون الآخرة ويرجون رحمتك يا أرحم الراحمين. وهناك من بذلوا ما في وسعهم واجتهدوا في الصدع بكلمة الحق ولم يتركوا بابا من الأبواب التي يمكن بها خدمة الدين إلا وطرقوه، يا رب العالمين تقبّل عمل كل عامل لك وبكرمك وعفوك تجاوز عن الزلات وامح الخطايا والسيئات، فأنت الكريم الرحيم، يا أرحم الراحمين يا غِياث المستغيثين. اللّهم ألّف بين قلوب المسلمين، اللّهم اجمع كلمتهم ووحّد صفهم.