قامت “الفجر” في اليوم الثاني من عيد الفطر المبارك بمرافقة أعضاء الجمعية الثقافية والاجتماعية “ثفاث” الناشطة في الحقل التضامني والخيري بخراطة، ولاية بجاية، حيث قصدنا مركز الطفولة المسعفة بغية زرع البسمة والسعادة المفقودة في مشاعر الأطفال المقيمين بالمركز والبالغ عددهم 28 طفلا من كلا الجنسين، جميعهم من ضحايا الانفصال الزوجي والعلاقات الجنسية غير الشرعية. وصلنا المركز المتواجد بحي إحدادن، فوجدنا عماله في انتظارنا. قمنا بإدخال المركبات التي كانت تقل الوفد الخيري وبعض الهدايا والألعاب الرمزية لتوزيعها على أطفال المركز، وسرعان ما التحقت بنا مسؤولة المركز بالنيابة، التي رافقتنا إلى مكان تواجد الأطفال، وكان همّ الجميع حمل تلك الهدايا التي تم جلبها خصيصا لزرع البسمة والسعادة في وجوه براعم المركز. في البداية دخلنا قاعة يتواجد بها أطفال في الرابعة من العمر حتى السادسة، تم فصلهم عن باقي الصبية بسبب فارق السن، استقبلونا بفرحة كبيرة لم نكن نتوقعها، لكن رسالتهم كانت واضحة، كما لمسنا منهم، رغم صغر عمرهم، شعورهم بفقدانهم لحنان الوالدين الذي لا يمكن تعويضه من أحد مهما كانت الظروف والإمكانيات المتوفرة. قضينا معهم قرابة النصف ساعة، كانت مليئة بمداعبة هؤلاء الأطفال من قبل أعضاء الجمعية، من بينهم فتيات ناشطات في الجميعة الخيرية اللواتي تمكّن من زرع البسمة في وجوههم متباهين بألبستهم الأنيقة والجديدة وكأنهم يريدون صنع الجو العائلي القريب منهم رغما عن أنف من تركوهم في هذا الحالة المؤسفة، في اشارة إلى نسبهم المفقود منذ أن تفتحت أعينهم على هذه الدنيا. بعدها، قام أعضاء الجمعية بتوزيع الهدايا التي جلبوها معهم على الأطفال تحت أنظار مسؤولة المركز والمربيات، لنترك هذا الجناح ونطل على قاعة أخرى يرقد بها أطفال لا تزيد أعمارهم عن العامين بينهم طفلة حديثة الولادة وجدناها بين أحضان مربية قالت لنا إنها وُجدت في الشارع مهملة منذ 25 يوما. وأمام هذا المشهد المؤسف ومن شدة الحزن والألم الذي كان يسكن قلوب الكبار من زائري المركز، لم يرغب البعض منهم في التوقف كثيرا بهذا الجناح المخصص لأطفال حديثي الولادة، بسبب نفاد صبرهم، ليس من هشاشة الوضع داخل المركز لأن كل شيء كان متوفرا ورعاية تامة من قبل مربيات المركز، لكن حزن الكبار كان لما أُخبروا أن هؤلاء الأطفال أهملوا من قبل أسرهم، ولم يعد أحد يسأل عنهم أو يزورهم، لأن غالبية المقيمين بالمركز هم من ضحايا الفاحشة. غادرنا المركز بعد قضاء زهاء ساعتين به وكانت الدموع تذرف من أعين بعض نشطاء الجمعية لفراق هؤلاء الأطفال الأبرياء. وفي ختام هذه الإطلالة التضامنية القصيرة أفادتنا ممثلة المركز ببعض المعطيات الخاصة بالرعاية الدائمة لهؤلاء الأطفال، وكيف تتم علميات التكفل بهم إلى جانب سنّ القوانين التي تحميهم من كل الجوانب. وأردفت ممثلة المركز أن الزيارات إلى المركز من قبل الجمعيات الخيرية تكثر في مثل هذه المناسبات الدينية.