سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طريقة تسيير مدريد للملف الأمني بمنطقة الساحل تنذر بإمكانية حدوث أزمة بين البلدين كاتب الدولة الإسباني المكلف بأمريكا اللاتينية، خوان بابلو دي لايغليسيا، بالجزائر يوم الخميس
يبدو أن طريقة تسيير السلطات الإسبانية للملف الأمني بمنطقة الساحل تنذر بإمكانية حدوث أزمة في العلاقات بين إسبانياوالجزائر، لاسيما طريقة معالجة حكومة مدريد لملف الرهينتين الإسبانيين المختطفين من طرف تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، والتي تعتبرها الجزائر غير مناسبة بل وتشجع على الإرهاب، في إشارة إلى دفع فدية مقابل عملية الإفراج، وهو ما أكده نهاية الأسبوع الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة، عبد الرزاق بارة، الذي طالب خلال جمعية للأمم المتحدة بوضع حد لمثل هذه التصرفات التي تضمن تمويل واستمرار نشاطات الجماعات الإرهابية. ذكرت أمس وزارة الشؤون الخارجية أن كاتب الدولة الإسباني المكلف بأمريكا اللاتينية، خوان بابلو دي لايغليسيا، سيقوم نهار غد الخميس بزيارة عمل إلى الجزائر، حيث صنف بيان الخارجية الجزائرية هذه الزيارة في إطار المشاورات السياسية المنتظمة القائمة بين البلدين بمقتضى معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقعة في أكتوبر 2002. وتحدث نفس البيان عن برنامج المسؤول الإسباني خلال إقامته بالجزائر، حيث “سيجري لايغليسيا محادثات مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، حول العلاقات الثنائية وكذا المسائل السياسية الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما التعاون الأورومتوسطي ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل وكذا التطورات الأخيرة لمسالة الصحراء الغربية”. ولم يتطرق بيان الخارجية إلى تفاصيل مختلف المواضيع التي سيناقشها الطرفان، لاسيما بشأن موضوع مكافحة الإرهاب في الساحل، حيث تم تصنيف إسبانيا ضمن البلدان التي ساهمت في تمويل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث تتحدث مصادر دبلوماسية عن دفع إسبانيا نحو عشرة ملايين دولار إلى هذا التنظيم ليطلق سراح ثلاثة إسبان خطفوا في موريتانيا في نوفمبر 2009، وهي فدية لم تؤكدها مدريد حتى الآن. لكن الظاهر أن مدريد فهمت الرسالة التي وجهها الرئيس بوتفليقة على لسان ممثله الشخصي، حيث أكدت الجزائر أن “هذا النهج ليس أخلاقيا” وأعلنت أنها “ستعرض على الأممالمتحدة مقترحا يقضي بمنع أداء الفدية المالية للإرهابيين”، كما تحدثت وسائل إعلامية إسبانية نقلا عن دبلوماسي جزائري بأن “الأموال التي تدفعها الحكومة الإسبانية للإرهابيين تنتهي بتمويل عمليات مسلحة في الجزائر”. ونقلت جريدة “لغنورديا” الإسبانية عن مصادر أمنية إسبانية أن الجزائر تعتبر كل فدية مالية هي ضرر خطير على مصالح الجزائر والاستقرار في منطقة الساحل برمتها، لأنها ستمكن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من مصدر مالي مهم للغاية لتمويل عملياته واقتناء الأسلحة واستقطاب مقاتلين جدد لتعزيز صفوفه. كما أبرزت الجريدة أن إسبانيا مهتمة وتعمل جاهدة على تجاوز التوتر الناتج عن هذه القضية لإعادة التعاون الاستخباراتي والأمني مع الجزائر، لأن هذه الأخيرة تشكل ركنا أساسيا في محاربة الإرهاب الديني، كما تحصل الجزائر على دعم قوي في هذا الشأن من قبل فرنسا والولايات المتحدة، اللتين تتزعمان سياسة التشدد تجاه الحركات الإرهابية والرفض المطلق لدفع أي فدية مالية.