فرنسا تقيم قاعدة عمليات بنيامي وتروج لعملية انتحارية محتملة على أراضيها غموض كبير في عمليات الاختطاف واتهامات متبادلة حول الثغرة الأمنية لجأت فرنسا عمليا إلى خيار الهجوم العسكري لتحرير الرهائن من أيدي الجماعات الإرهابية في مالي، في وقت لم يتبن بعد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي عملية الاختطاف التي جرت في النيجر قبل ستة أيام، حيث أرسلت فرنسا 80 عسكريا مختصا في مكافحة الإرهاب إلى العاصمة نيامي في عملية إنزال هي الأولى من نوعها منذ ربع قرن، وطلبت من الجزائر مساعدات عسكرية و معلوماتية في ذات الاتجاه، مقابل ارتفاع جديد لدرجة خطر التهديد الإرهابي بوصول معلومات “جزائرية” حول عملية انتحارية محتملة ستنفذها امرأة في باريس. نقلت أمس وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني دبلوماسي في الساحل، أنه تم السماح بإنزال عسكري فرنسي بالمنطقة للبحث عن الرهائن المختطفين، حيث حلقت طائرات استطلاع بالمنطقة لمدة 21 ساعة، في خطوة أولى لمهمة ستتقاسمها خمس فرق فرنسية، وهو ما أكده مصدر قريب من المجلس العسكري الحاكم في النيجر، حين ذكر أن بلده أعطت الموافقة لفرنسا من أجل نشر طائرات وأفراد على أراضيهم للعثور على الرهائن وتحريرهم، الذين يرجح تواجدهم بشمال شرق مالي بالمنطقة المتاخمة للجزائر. بالمقابل تحدثت مصادر إعلامية فرنسية، نقلا عن مسؤولين فرنسيين، عن طلب مساعدة عسكرية واستخباراتية تقدمت به باريس للجزائر، لإنجاح مهمة تحرير رعاياها المختطفين من قبل العناصر الإرهابية، خلال نهاية الأسبوع المنقضي، وأشارت ذات المصادر إلى ارتفاع عملية التنسيق بين باريس والجزائر في ذات الإطار، دون تقديم تفاصيل حول شكل المساعدات أو الطريقة أو نوع التعاون بينهما. خطوة نيامي التي تضاف إلى ترخيص باماكو لقوات أجنبية لمطاردة عناصر تنظيم القاعدة وتنازل نواكشوط، يطرح أكثر من علامة استفهام حول مصير الهيئة العملياتية المشتركة أو قيادة الأركان التي أسست في تمنراست افريل المنصرم، وعن حقيقة التنسيق الأمني في منطقة الساحل التي تطمح إليه الجزائر، بالنظر للمعطيات الميدانية المتداولة التي تبين أن معادلة التنسيق الأمني الإقليمي في المنطقة ماتزال صعبة التجسيد، حيث لا حديث عن تنسيق ميداني بين الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، منذ عملية اختطاف 7 أجانب بالنيجر، قبل قرابة أسبوع، بالمقابل يدور الحديث حول دعوة مجددة لباماكو للدول الأجنبية بضفة البحر الأبيض المتوسط لمطاردة الإرهابيين على أراضيها، وضوء أخضر من نيامي لباريس للقيام بعملية إنزال بحثا عن رعاياها، في انتظار ما تجود به نواكشوط. ويبدو أن باريس قد وجدت ما يسهل تواجدا عسكريا بمنطقة الساحل، وهو طموح ظلت تعارضه الجزائر ولازالت، وتؤكد المعطيات أن “عملياتية” القيادة المشتركة بتمنراست لن تكون غدا، وقد تدفع المسؤولين الجزائريين والماليين والموريتانيين خلال لقاء اليوم في باماكو بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال مالي لطرح النقاش حول الوضع الأمني في منطقة الساحل. باماكو تؤكد افتقار الإرهابيين للمؤونة والذخيرة وغموض كبير حول تنفيذ عملية الاختطاف من جهة أخرى، أكد مصدر عسكري موريتاني بعد انتهاء العملية العسكرية ب”حاسي سيدي” ضد عناصر القاعدة في المغرب الإسلامي، أن “الإرهابيين يفتقرون إلى كل شيء، المؤونة والدعم والذخائر، على الأقل في المنطقة حيث نفذنا عمليات ضدهم”، وأضاف “إن الوضع الأمني شمال مالي تحت السيطرة والجيش الموريتاني قد قام بعمل جيد”.في المقابل، يتواصل تقاذف المسؤوليات بين نيامي وشركة “اريفا” الفرنسية، حول الثغرة الأمنية التي سهلت عملية الاختطاف، حيث نفت الشركة الفرنسية، أمس، على لسان الناطق الرسمي لها على قناة “اوروبا1”، تصريحات المسؤولين في النيجر، حول رفضهم مساعدة الجيش في تأمين وحماية الرعايا الفرنسيين، في الوقت الذي كشف فيه بعض عمال شركة “اريفا” عن تلقيهم رسائل تهديد عبر هواتفهم النقالة تطالبهم بمغادرة المشروع قبل إجبارهم على المغادرة بكل الوسائل.