كشف تقرير رسمي فرنسي أن السياسة العدائية التي ينتهجها الرئيس نيكولا ساركوزي تجاه العالم الإسلامي ساهمت في ارتفاع حدة التهديدات الإرهابية التي تتعرض إليها مختلف المؤسسات الفرنسية خاصة ما تعلق منه بقطاع النقل ، وحسب التقرير فإن التهديدات هذه ازدادت مؤخرا عقب تصويت مجلس الشيوخ الفرنسي على قانون يحضر المرأة المسلمة من ارتداء البرقع في الساحات العمومية الفرنسية إلى جانب الهجمات العسكرية التي شنتها فرنسا مؤخرا في منطقة الساحل والتي كانت تهدف إلى تحرير الرهينة جيرمانو الذي أعدم بعد مقتل ستة عناصر من تنظيم القاعدة إلى جانب العملية العسكرية التي تقوم بها هذه الأيام لتحرير خمس مختطفين بالنيجر. وكان بيان لوزارة الداخلية الفرنسية قد أكد أن وسائل النقل في فرنسا معرضة لتهديدات إرهابية زادت حدتها منذ بداية عطلة نهاية الأسبوع. وأوضح ذات المصدر "إنه تهديد يستهدف وسائل النقل" حيث زادت حدة هذا التهديد ابتداء من صباح الخميس الفارط. ويذكر أن بيرنار سكوارسيني رئيس مصالح مكافحة التجسس الفرنسية أكد منذ أسبوع أن التهديد بشن هجمات بفرنسا "لم يكن أبدا بهذا الحجم". وتم إخلاء منطقة ليشو دو مارس و برج إيفل في نفس اليوم بسبب إنذار بوجود قنبلة بعد اتصال مجهول تلقته الشركة التي تسير هذا المعلم و بمحطة سان ميشال. وحذر ذات المسؤول قائلا "إن فرنسا موجودة تحت تهديد إرهابي كبير" مشيرا إلى اختطاف خمسة فرنسيين في شمال النيجر إضافة إلى "المعلومات المنسجمة التي وردتنا". في السياق ذاته قال مصدر قريب من حكومة النيجر إنها سمحت للجيش الفرنسي بدخول مجالها الجوي وأراضيها لأول مرة منذ نحو 25 عاما، وذلك للبحث عن الرهائن الفرنسيين الخمسة الذين اختطفوا في منطقة أرليت الغنية باليورانيوم في شمال النيجر الأسبوع الماضي، ويعتقد أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يقف وراء خطفهم. وقال المصدر إن نحو 100 فرنسي متخصصين في مكافحة الإرهاب وصلوا إلى نيامي عاصمة النيجر في طائرة استطلاع. ولم يستبعد متحدث باسم الحكومة الفرنسية إمكانية اللجوء للخيار العسكري لتحرير الرهائن الفرنسيين وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون في ذلك الوقت إن فرنسا "في حرب" مع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وتقول فرنسا إنها في حالة تأهب قصوى لمجابهة أي هجوم "إرهابي" محتمل. ويتحرك عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي في منطقة الساحل والصحراء الواسعة في شمال وغرب أفريقيا التي تشمل أجزاء من موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد والجزائر. وفي أحدث فصول الحرب على القاعدة في المنطقة بدأت القوات الموريتانية خلال اليومين الماضيين حملة على عناصر التنظيم على الحدود مع مالي، أسفرت عن مقتل 12 عضوا في التنظيم وسقوط ستة قتلى في صفوف الجيش.