شرعت السلطات المحلية ببلدية ماسرى، جنوب مدينة مستغانم، في الهدم التدريجي لسكنات حي 19 مارس، في خطوة استباقية لمنع عائلات أخرى من احتلالها، حيث تم أول أمس هدم إحدى السكنات بعد ترحيل قاطنيها. وقد وعدت السلطات المحلية 96 عائلة بإعادة إسكانها في سكنات ريفية وأخرى اجتماعية، حسب المشاريع المتوفرة خلال الأشهر القادمة، حيث تقرر تخصيص 11 سكنا ريفيا لسكان الحي، فيما ينتظر رفع العدد إلى 30 سكنا ريفيا. كما سيرحل باقي السكان إلى سكنات اجتماعية، وقد تم اختيار القطعة الأرضية التي ستحتضن المشروع والتي تبعد بحوالي 1 كلم عن الحي، وقد استحسن القاطنة خطة السلطات المحلية إلا أن الكثير منهم سيبقى عاجزا عن توفير نفقات السكنات الإجتماعية لتواضع مستواهم الاجتماعي، ما سيرهن عملية الترحيل. وقد تطرقت “الفجر”، في أعداد سابقة، إلى مشكلة حي 19 مارس الذي بني في إطار مشاريع ديغول لإغراء الجزائريين قبل أكثر من نصف قرن، حيث رفض أغلب السكان ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية تبقى ملكا للدولة بعد امتلاكهم لسكنات خاصة طيلة عقود، وقد أدى إهمال الحي لسنوات إلى جعله وكرا لاستهلاك الخمور والمخدرات أمام الملأ، ما حوله إلى مأساة اجتماعية تمس في المقام الأول أطفال الحي.