حذّر حزب المؤتمر الوطني، شريك الحكم، في السودان من أن إجراء الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان دون الفراغ من ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب لن يقود إلى استفتاء ربما يولد توترات بالمنطقة. وقال رئيس البرلمان ورئيس القطاع السياسي في الحزب، أحمد إبراهيم الطاهر، في تصريحات، أول أمس الأحد ”إن إجراء الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان بهذه الصورة على أرض غير معلومة الحدود، ربما يقود إلى توترات بالمنطقة”. وأضاف ”علمنا من بعض التقارير التي أتت من لجنة ترسيم الحدود أن الحركة الشعبية تسجل غيابا مستمرا عن اجتماعات اللجنة الخاصة بترسيم الحدود بين شمال وجنوب السودان”. وأوضح أن ”هذا يؤخر عمل اللجنة التي ينبغي أن ترسم الحدود قبل الاستفتاء وإلا سيكون الاستفتاء قد جري على رقعة من الأرض غير معلومة الحدود وبالتالي سيولّد الكثير من التوترات في المنطقة”. ودعا الطاهر إلى ضرورة عودة ممثلي الحركة إلى لجنة الترسيم، بعدما تغيّبوا عن العمل لستة اجتماعات متتالية دون الأداء بأي إعذار لغيابهم. وطالب الأحزاب السياسية السودانية بتوضيح مواقفها من وحدة السودان، موضحا أن ”بعض الأحزاب تنأى بنفسها عن قضية الوحدة وينبغي لكل حزب أن يبيّن موقفه من الآن إن كان مع الوحدة أو مع الانفصال”. ومن المقرر إجراء الاستفتاء في جانفي من العام 2011 ليختار شعب الجنوب الوحدة مع الشمال أو الانفصال وإنشاء دولة مستقلة. من جهته، دعا عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية في كلمته، أول أمس الأحد، أمام الاجتماع رفيع المستوى بشأن السودان الذي عقد بنيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، المجتمع الدولي إلى دعم وتأييد وحدة السودان وتكاتف الجهود من أجل تحقيق ذلك، محذّرا من التداعيات الناجمة عن احتمالات الانفصال. وأكد موسى موقف الجامعة العربية المبدئي الواضح من ضرورة إجراء الاستفتاء في موعده المقرر بكل الشفافية والنزاهة المنشودتين وتحت رقابة دولية تشارك الجامعة العربية فيها باتساق مع المعايير الدولية المتعارف عليها. وجدّد موسى رؤية الجامعة بضرورة التوصل إلى حلول للقضايا العالقة بين شريكي الحكم، وإلى تفاهمات بينهما حول مرحلة ما بعد الاستفتاء، والتي تتفق كلية وكاملة مع الاتحاد الإفريقي في هذا التوجه. وأوضح أن ضغط الوقت يدفع السودان به نحو مفترق طريقين أحدهما يحفظ عليه وحدته وأمنه واستقراره ويوفر فرصا أفضل للتنمية والرخاء لأبنائه، والثاني يحمل معه مخاطر التقسيم والتفتيت وزعزعة الأمن والاستقرار وتراجع لفرص التنمية والتقدم مع تداعيات فى الحالتين على دول جواره بل وعلى دول القارة الإفريقية، داعيا إلى ضرورة التكاتف لدعم الخيار الأول. وتابع موسى ”موقع السودان ثابت في الخريطة، ولن يتغير وثقافاته المتنوعة والمتعددة ظلت دوما مميزة له في العالمين العربي والإفريقي، ودورنا اليوم هو تعزيز هذا التناغم وتقويته، فلا ينبغي أن تُحبط عزائمنا أو تثبط هممنا بل يجب أن تتضافر جهودنا وتتناسق تحركاتنا ليسود السلام ويتحقق الأمن والاستقرار في ربوع السودان وجواره وفي القارة الإفريقية بأكملها”. ونبّه إلى أن محاولة تهميش دور الجامعة العربية لن يكتب لها النجاح، فضلا عن آثارها السلبية على روح الفريق الواحد في معالجة التحديات التي يواجهها السودان. ولفت موسى أيضا إلى أن هذا الاجتماع يعقد في تاريخ هام من تاريخ السودان الحديث، وذلك قبل ثلاثة أشهر تقريبا من انتهاء الفترة الانتقالية التي حددها اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005 وانعقاد الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان وهو التفاهم الذي شكل جوهر اتفاق السلام. وأضاف ”اتفاق السلام اقترن بضرورة أن نساعد جميعا أشقاءنا في السودان على تغليب شعار الوحدة وجعلها خيارا جاذبا عند التصويت على الاستفتاء وعلى العمل أيضا مع أشقائنا السودانيين من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في هذا البلد الإفريقي العربي الكبير والهام لنا جميعا”. ونقل التلفزيون المصري عن موسى القول أيضا إن هذا الاجتماع يعقد أيضا في ظل مسيرة للسلام في دارفور تنعقد بثبات ونجاح في العاصمة القطرية الدوحة برعاية من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، وبمشاركة واسعة من ممثلي المجتمع الدارفوري من حركات مسلحة ومجتمع مدني، وفي ظل محاولات هامة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل ومصالحة وطنية وإطلاق مسيرة تنموية لهذا الإقليم.