الجمعية الوطنية للبياطرة تسجل تراجعا في تربية الأبقار والماعز من المرتقب أن تحتضن وهران ما بين 12 و14 أكتوبر الجاري بقصر المعارض المدينةالجديدة فعاليات الصالون الدولي لتربية الدواجن والماعز والأبقار، وهذا بإشراف الجمعية الوطنية للمهنيين وبالتنسيق مع الجمعية الجزائرية للطب البيطري ومركب الدواجن لغرب البلاد. أوضح الأمين العام للجمعية الوطنية للمهنيين، بن دنيا سعادة، ل”الفجر” أن المعرض سيسجل حضور العديد من الشركات الفاعلة في القطاع من هولندا، إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، تونس، سوريا والمغرب، إلى جانب ممثلين عن جمعية البياطرة بليبيا، والذين سيقدمون اقتراحات ومحاضرات تصب حول قطاع دعم تربية الدواجن والأبقار والماعز وسبل النهوض بهذا القطاع، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في اللحوم البيضاء والحمراء بالاعتماد على تكنولوجيات حديثة. وأضاف نفس المسؤول أن قطاع تربية الدواجن خاصة تربية الماعز والبقر أصبح يشهد تراجعا كبير بعدما وصل عدد الأبقار وطنيا إلى مليون رأس بقرة منها 900 ألف بقرة حلوب، حيث لا يتم استغلال هذه المادة من الحليب بشكل كبير من قبل المصانع والشركات المنتجة له، بعدما أصبحت تعتمد على بودرة الحليب بنسبة 80 بالمئة لا لشيء إلا لأن حليب البقرة مدعم من قبل الدولة، وذلك ما جعل هؤلاء المتعاملين يكتفون ببودرة الحليب دون دمجه مع حليب البقر، الأمر الذي جعلنا نطالب برفع ذلك الدعم إلى دعم مربيّ البقر من أجل التشجيع على تربيتها مقارنة بدول أخرى مثل تونس والبرازيل التي يتواجد بها 80 مليون رأس بقر، هذا بالإضافة إلى تهريب العديد منها إلى دول مجاورة ونقص مربيّ الماعز نتيجة لتراجع دعم هذه الشعبة خاصة وأن استهلاك لحومها يعد قليلا نتيجة غياب ثقافة تربية الماعز، حيث يقدر عددها وطنيا بمليون رأس ماعز فقط مقارنة بعدد السكان الذي يزيد عن 35 مليون نسمة، وهو ما يجعلنا اليوم -يضيف محدثنا- نطالب بدعم مربي القطاع في إطار سياسة التجديد الريفي وإنشاء تعاونيات في الأرياف من أجل إبقاء المربيين فيها، وعدم مغادرتهم لمثل هذه المناطق التي هجرها المربون لغياب ظروف الإقامة فيها. وأوضح محدثنا في نفس السياق أنه في ظل غياب التغذية الحيوانية والتي يتم استيرادها بنسبة 100 بالمئة من الخارج، وتكلف الدولة أموال طائلة نتيجة استهلاك الكبير لهذه التغذية للطاقة المائية من الذرة والصويا لغياب السدود المخصصة لذلك وعراقيل أخرى متمثلة أساسا في صعوبة حصول المستثمرين في القطاع على قروض بنكية. يبقى قطاع تربية الدواجن والأبقار والماعز مرهونا بسبب مشكل العقار وإجراءات بيروقراطية أخرى - كما يقول -الأمر الذي بات يتطلّب وضع سياسات لتنظيم هاته القطاعات وتشجيع تربية الماعز والأبقار والدواجن، خاصة بعد إحصاء أكثر من 40 بالمئة في القطاع يعملون بطريقة فوضوية.