دافع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، عن مدرب الخضر عبد الحق بن شيخة، مؤكدا وضعه الثقة كاملة في شخصه لقيادة الخضر أمام المنتخب المغربي في لقاء الجولة الثالثة من التصفيات الإفريقية. كما برر تعثره في أول امتحان رسمي على رأس المنتخب الوطني في بانغي، باعتبار أن بن شيخة اصطدم بوابل من المشاكل، يتصدرها هاجس الإصابات الذي طال ثمانية لاعبين من كوادر الفريق، ناهيك عن الظروف القاسية التي عاشها مع لاعبيه في إفريقيا الوسطى. في نفس الوقت بدا الرجل القوي في الفاف متفائلا بتحقيق الهدف المسطر رغم تقلص حظوظ التأهل، قائلا بأن أربع مباريات بقيت في متناول الخضر، وعليهم جمع أكبر عدد من النقاط، خاصة أنهم سيلعبون اثنتين بالجزائر. روراوة يرد على منتقديه من رؤساء الأندية قال المسؤول الأول بمبنى دالي براهيم إنه لم يفكر قط في التخلي عن بن شيخة بعد هزيمة بانغي، لكنه أكد تشبثه بقراره السابق، والقاضي بتدعيم العارضة الفنية للفريق الوطني بمدرب أجنبي. في نفس الوقت رد روراوة على رؤساء الأندية الذين طالبوا بتنحية بن شيخة والاستنجاد بمدرب أجنبي كبير، قائلا في حوار أجراه مع صحيفة “العرب” القطرية: “من كان ينتقد الاعتماد على المدربين الأجانب، اليوم أصبح يستنجد بالأجانب، أتذكر أنه يوم اعتمدنا على مدرب أجنبي أقاموا الدنيا وقالوا إن الجزائر بها كوادر وطنية”. وأوضح الرجل الأول في الاتحادية أن الفرصة آنت لوضع الثقة في الإطارات الفنية الجزائرية، قائلا: “لقد كونا كوادر وطنية ولا بد أن نعطيهم الفرصة”، كما ضرب روراوة مثالا عن مدرب المنتخب الإنجليزي الإيطالي فابيو كابيلو، بحكم أن الأخير أدى مشوارا كارثيا في المونديال مع إنجلترا وتعادل من يومين لكن لا أحد يتحدث عن إقالته عكسنا نحن كلما تعثرنا نطالب برأس المدرب، على حد تعبيره. المنتخب الوطني ملك لكل الجزائريين وعليهم المحافظة عليه وعن سر تقهقر مستوى الخضر، اعتبر رئيس الفاف أن المنتخب الجزائري ملك للجميع ولا بد من المحافظة عليه، لأن وصوله لمعجزة في السنتين الأخيرتين، لمستوى عال، وتأهله إلى مونديال جنوب إفريقيا، وكذلك تأهله للمربع الذهبي لنهائيات كأس إفريقيا بعد سنوات طويلة وقاسية في الوقت نفسه، إلا أنه حان الوقت لبداية العمل انطلاقا من الأندية، قصد تكوين جيل جديد يخدم كرة القدم ويدعم المنتخب الوطني باللاعبين. بالمقابل ناقض روراوة حديثه وأكد أن اعتماد الفريق الوطني على أغلب لاعبيه من المغتربين، أمر لا نقاش فيه، مفسرا بأن وضعية الكرة الجزائرية حاليا مستحيل أن تدعم الخضر بلاعب واحد، قائلا في الصدد “حتى أضعكم في الصورة ففي الجزائر 1113 ملعبا تُمارَس فيها كرة القدم و1540 ناديا منخرطا في مختلف الرابطات، و140 ألف لاعب، ونلعب 3000 مباراة في كل عام، بالله عليك كيف لا يُمكن أن نستخرج لاعبا واحدا من كل هذا الزخم مع أن الإمكانات متوفرة”. الإعلام الجزائري ذبح لاعبي الخضر ونسي أنه رفعهم إلى السماء يوما ما اتهم روراوة وسائل الإعلام الجزائرية بذبح المنتخب الوطني، عقب هزيمته أمام جمهورية إفريقيا الوسطى، في إشارة منه إلى تعمد بعض الإعلاميين الذين سمح لهم بمرافقة الخضر في طريق العودة إلى الجزائر من مطار بانغي، ليتفاجأ بفتحهم النار على شخصه ولاعبي المنتخب الوطني في صفحات جرائدهم، رغم أنه طلب منهم ألا يحدثوا اللاعبين. وأضاف مسؤول الفاف يقول “لنكن صرحاء، فالإعلام الجزائري هو الذي رفع هؤلاء اللاعبين الذين لم يسمع بهم أحد من قبل ولم تتحدث عنهم حتى وسائل إعلام الدول التي كانوا ينشطون في بطولاتها، لذا أطلب منهم اليوم أن يرحموا هذا المنتخب”. روراوة ينفي اتصاله برئيس سوشو الفرنسي نفى روراوة إجراءه لأي اتصال مع رئيس نادي سوشو الفرنسي، قصد معاتبته حول إشراك مدلل الخضر رياض بودبوز في مباراة لانس وهو مصاب، موضحا بأنه يمثل شخصية رئيس اتحادية كرة القدم في الجزائر ولن ينزل بمستواه للحديث مع رئيس ناد، قائلا: “أنا أتحدث مع رؤساء الاتحادات في العالم فقط، لذا دعونا من الأقاويل وكثرة الكلام”. رؤساء الأندية الهاوية يجذفون في الهواء من جهة أخرى لم يأبه رئيس أول هيئة كروية في الجزائر لتهديدات رؤساء الأندية الهاوية ال28، باللجوء إلى المحكمة الدولية، معربا بأن هؤلاء يجهلون قوانين هذه المحكمة، لأنهم لا يملكون أدنى الشروط للعب في البطولة الاحترافية قائلا: “تصور أن رئيس ناد ميزانية فريقه 2 مليار سنتيم ويريد أن يدخل بناديه الاحتراف، طلبت منه أن يشتري الحارس شاوشي ب2 مليار ثم يلعب بشاوشي وحده، وهناك نادي عين مليلة قدم ملفه بسجل تجاري لشركة استيراد وتصدير”، وأضاف بأنه قد سبق وطلب من رؤساء هذه الأندية تكوين ملفاتهم وفقا لشروط الفيفا، لكنهم أصروا على اللعب في القسم الممتاز وهذا أمر مستحيل.