أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، الدكتور عبد العزيز التويجري، أن مكانة المرأة في الإسلام تَتَساوَى مع مكانة الرجل، وقال: “لا ينبغي أن نتحدث عن مكانة أحدهما بمعزل عن مكانة الآخر”. وأشار التويجري إلى أن هذه النظرة التجزيئية دخيلة على التصوّر الإسلامي، وعلى المجتمعات الإسلامية، بصورة عامة، مؤكدا أن مردّ النظرة التجزيئية إلى المرأة، يرجع إلى طبيعة البيئة الغربية التي كانت المرأة فيها عبر عصور التاريخ الإنساني، ينظر إليها باعتبارها ليس فقط، عديمة المكانة في المجتمع، وإنما بحسبانها “سقط المتاع”. ومن هنا جاء التصوّر الغربي للمرأة، وقامت في الغرب ما يعرف بحركة “تحرير المرأة”، وهو تحرير كان مطلوباً في المجتمعات الغربية، لأن المرأة كانت سجينة العادات والتقاليد الظالمة التي تؤيّدها رؤىً تحسب على الدين، وما هي من الدين في شيء. وقال إن هذا الأمر لا نعرفه في حضارتنا الإسلامية إطلاقاً، وحتى إذا كانت هناك استثناءات، فهي لم تبلغ الوضع الذي كانت عليه المرأة خارج المجتمعات الإسلامية، مشيراً إلى ما جاء في الحديث النبوي: “إنما النساء شقائق الرجال”، وقال إن مفهوم هذا الحديث النبوي يفيد معنييْن اثنين، أولهما: المساواة بين الرجل والمرأة، وثانيهما: أن المرأة شقّ من الرجل، أي جزء منه، بما ينفي الفرقَ بين الشقين، ولذلك كانت النساء شقائق الرجال، ولسن شقيقاتٍ للرجال فحسب. وقال التويجري، إن اللَّه قد سوى في الخلق وفي الإنسانية بين المرأة والرجل، فخلقهما جميعاً من نفس واحدة، مستشهدا بقوله تعالى: {هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها}، وقال إن هنا منتهى السكون والسكينة والرحمة والمودة. فالسكن إلى الشيْء، ينطوي على الإرتياح العميق والإطمئنان الكامل. ولذلك فإن الرجل حينما يسكن إلى زوجه، يرتاح إليها، ويطمئن معها، ويجد فيها كل الأسباب التي تجعل من الحياة حياة سعيدة مفعمة بالرضا والهناء والوئام والصفاء. وقال الدكتور التويجري إن الإسلام قرر، ولأول مرة في تاريخ الإنسانية، المساواة بين الرجل والمرأة في المجتمع، ووضع الأسس التي تقوم عليها هذه المساواة، وفي ضوء هذه التعاليم الإسلامية، ننظر إلى وظيفة الأم وإلى رسالة الأمومة. وقال إن الإسلام أكد على أن المرأة سيدة بيتها، وأن عملها الأمومة وتربية الأولاد ورعايتها، ولكي تتمكن من إدارة بيتها وأولادها، يجب أن تكون غير مسؤولة من الناحية المالية. ولذلك جعل الإسلام المسؤولية المالية على عاتق الأب، في حين تكون المرأة المسؤولة عن تربية الأطفال وصناعة رجال ونساء المستقبل.