سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القورصو يستنكر عقم الذاكرة ويدعو إلى الانتقال من المرحلة الشفوية والخاصة إلى كتابة التاريخ فيما أكد مؤرخون فرنسيون أن الاستعمار تهجم على المرأة لضرب حيوية الجزائريين
أبرز باحثون الدور الكبير الذي أدته المرأة في ثورة التحرير المباركة وأكدوا تعرضها للاضطهاد والتعذيب باعتبارها القلب النابض للمجتمع والحضن الدافئ للثورة، وللاستدلال على هذه الحقيقة، نقلوا عن المؤرخ أوليفييه لوكور، قوله إن الجنرال الفرنسي بيجو، أحد أهم ضباط الغزو الفرنسي للجزائر، قال أثناء حرب التحرير، إنه “من أجل التوصل إلى إخضاع الشعب الجزائري لابد من ضربه في ما هو حيوي بالنسبة إليه”، ثم واصل “لابد من التهجم على المرأة”، في إشارة إلى كونها العمود الفقري للكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي. وقال الباحث والمؤرخ محمد القورصو في افتتاح الملتقى الدولي الخامس حول الثورة ، وبعد أن أكد أنه طيلة ليالي الاستعمار الطويلة لم تتوقف المرأة الجزائرية في أن تشكل رهان الكفاح برمته، وقامت بتربية الأجيال وإعدادها لجعلها تتمسك بقيمها الوطنية، استنكر ما وصفه ب “عقم الذاكرة”، موضحا أن الذاكرة لابد أن “تنتقل من مرحلة الشفوية والمجال الخاص إلى ما هو مكتوب للمحافظة على التراث غير المادي المعتبر الذي صنع بالكفاح والتجارب الثرية بالدروس والعبر والتضحيات، التي لابد أن تفلت من النسيان”. وأضاف محمد القورصو، بالقول “لا يمكن أن نعرف أبدا كم عدد النساء اللواتي اغتصبن”، لأن هناك للأسف صمت الضحايا الذي يسهل نسيان تلك الجرائم الشنعاء، وتطرق إلى الحالات التي تضمنها تحقيق الصحفي الفرنسي فلورانس بوجي، في جريدة “لوموند” عام 2005، مذكرا بأن الشهادة الشجاعة للمجاهدة لويزات إيغيل أحريز حول أفعال الاغتصاب التي قام بها المظليون“ قد صدمت أخوات أخريات ضحايا ذات الأفعال الشنيعة”.