أسدل عشية أمس الستار على فعاليات الملتقى الوطني التاريخي الذي احتضنه المسرح الجهوي لولاية بجاية إحياء للذكرى الثالثة لوفاة العلامة الشيخ محمود بوزوزو، أحد مؤسسي الكشافة الإسلامية رفقة محمد بوراس، حيث اشتغل مرشدا عاما للكشافة الإسلامية الجزائرية فترة تأسيسها. افتتح أشغال هذا الملتقى القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم الذي ذكر بخصال و أعمال هذا العلامة الرمز في تاريخ الجزائر والذي كرس حياته في خدمة العلم و نشر الدين وناضل بالكلمة خلال فترة تأسيسه لمجلة ”المنارة” ما بين عامي 1951 إلى غاية 1954 أين اتخذها مشعلا قويا في الكفاح المسلح ضد تواجد الاحتلال الفرنسي على أرض الجزائر فكتب مقالات صحفية عن الممارسات غير الإنسانية لفرنسا الاستعمارية على الشعب الجزائري و استعطف بكتاباته الجزائريين وشجعهم على النضال من أجل الوطن . وقد تميزت احتفالات الذكرى الثالثة لرحيله بإقامة عدة أنشطة ثقافية تخللها تقديم محاضرات قيمة بحضور نجل العلامة وعائلته لخصت أعمال ومناقب هذا الرجل بالإضافة الى عرض شريط وثائقي من إنجاز الفوج الكشفي الذي حمل اسمه، صور محطات من حياة هذه الشخصية الجزائرية الكبيرة الى جانب نشاطات أخرى تعكس نضال العلامة وذلك على مدار يومي الملتقى الذي كان مناسبة أعلن فيها قائد الكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم عن الافتتاح الرسمي للسنة الكشفية. والجدير بالذكر أن العلامة تعرض إلى الاعتقال من قبل الجيش الفرنسي لشهور ثم نفي إلى المغرب قبل أن ينتقل الى سويسرا أين تحصل على الإقامة الشرعية و اشتغل هنالك كإمام خطيب بالمركز الإسلامي بجنيف كما عمل أيضا أستاذا للغة العربية بالمدرسة الدولية للغلة العربية و التحق بعدها بقسم الترجمة بالمقر الاروبي لدى الأممالمتحدة أين تعلم على يده الكثير من المترجمين العرب. وفي السبعينيات من القرن الماضي أسس مجلة ”المسلمون” بسويسرا خدمة في نشر الدين الصحيح والتسامح بين الشعوب وكان بمثابة شخصية جزائرية بارزة وقوية في ديار المهجر تبنى وعمل من أجل الحوار بين الحضارات والديانات الى غاية وفاته في 27 من سبتمبر عام 2007 عن عمر يناهز 89 سنة تاركا وراءه تاريخا حافلا بالعطاءات.