شيع، ظهر أمس، سكان عرش آث جناد بولاية تيزي وزو، جثمان المقاول حيدوش سليمانة، 50 سنة، وهو ابن عم المقاول المختطف، سليمانة عمر، البالغ من العمر 33 سنة، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة أول أمس الجمعة، متأثرا بجراحه بتيزي وزو. لم تتسع، أمس، قرية إمخلاف لحشود المواطنين القادمين من مختلف مناطق ولاية تيزي وزو لحضور جنازة ابنهم حيدوش سليمانة، في جو جنائزي مهيب، أدخل عرش آث جناد في حداد والقرى ال52 التابعة لبلديات تميزار، أغريب وفريحة. وتم تأجيل المسيرة المقررة أمس السبت للتفرغ لمراسم الجنازة التي حضرها الآلاف من المواطنين وأصحاب المؤسسات وعدد من المسؤولين، الذين عبروا عن تضامنهم مع عائلة الفقيد، الذي راح ضحية همجية الجماعات الإرهابية. وحسب ما علمته “الفجر” من مصادر مقربة من عائلة الضحية، فإن سكان القرى المجاورة لقرية إمخلاف، الذين سبق وأن اقتحموا معاقل دروكدال يتوعدون بالمواجهة المباشرة مع منفذي العمل الجبان في حق شخص معروف بتواضعه وطيبته ومساعدته للآخرين، وعبروا عن إصرارهم على تحرير ابن عم الفقيد، المدعو عمر، الذي مايزال تحت قبضة الإرهابيين، ودون شروط أو فدية، قالت مصادر عليمة تم تحديدها بمليار سنتيم، وهي القيمة التي رفض سكان أغريب وعرش آث جناد تقديمها، مصرين على دحر وإبعاد الجماعات المسلحة من منطقتهم، بعد أن باتت تحاول مواجهة الأزمة المالية التي تلاحقها بالاختطافات وجمع أموال الفدية. وكانت خلية الأزمة المنصبة لمتابعة مستجدات قضية اختطاف المقاول عمر، قد دعت سكان عرش آث جناد عبر عدة بيانات، إلى إطلاق تعبئة تضامنية شعبية واسعة لمواجهة مكائد دروكدال بمنطقة القبائل والوقوف كرجل واحد والإعلان عن تضامنهم المطلق مع عائلة الضحية والمختطف. وقالت مصادر من خلية الأزمة إنه يتم الاستعداد لإضراب عام يتبع المسيرة المقررة هذا الأسبوع، وتوسيع العملية التضامنية للقرى المجاورة لعرش آث جناد، على غرار عرش آث غبري بعزازڤة وعرش آث كوفي ببوغني، من خلال توفير وسائل النقل للمواطنين مجانا للمشاركة في الحركة السلمية. وقد تم إحصاء ما لا يقل عن 60 حالة اختطاف بتيزي وزو منذ 2006، استهدفت أساسا مقاولين كبار وتجارا، بالإضافة للمواطنين، ما دفع بأصحاب المال والأعمال للفرار من الولاية، وتراجع الاستثمار بشكل كبير في مختلف المجالات.