حلّت، أمس، الذكرى الثانية والثلاثون، لرحيل الكاردينال، شيخ الأغنية الشعبية بالجزائر، الحاج امحمد العنقى واسمه الحقيقي آيت واعراب محمد ايدير هالو. 21 ماي 1907 هو التاريخ الذي فتح فيه الكاردينال عينه على القصبة بالجزائر العاصمة، حيث تعلم اللغة والقرآن الكريم في صغره ثم التحق بأوركسترا مصطفى الناضور في سن مبكرة بعد أن ترك الدراسة وتوجه إلى الحياة العملية، وهنا تعلم الكثير من مبادئ الموسيقى على يد هذا الشيخ حتى وافته المنية سنة 1926 بعد ذلك، حمل العنقى المشعل في إحياء الحفلات العائلية بأوركسترا تشكلت من سي سعيد العربي، عمر بيبيو ومصطفى أوليد المداح. سنة 1928، تمثل منعرجا مهما في تاريخ العنقى، حيث تمثل هذه السنة تاريخ أول لقاء له مع الجمهور؛ وعند وفاة مطرب المديح الشيخ عبد الرحمان سعيدي في 05 ماي 1931، وجد امحمد العنقى نفسه وحيدا في هذا الفن. وبعد عودته من مكةالمكرمة سنة 1937 عاود جولاته بين فرنساوالجزائر وجدد تشكيلته بإدخال الحاج عبد الرحمان غشود، قدور شرشالي، شعبان شاوش ورشيد رباحي وقاد بذلك امحمد العنقى أول فرقة موسيقية شعبية لراديو الجزائر. سنة 1955 دخل العنقى المعهد البلدي للجزائر مكلفا بالشعبي؛ حيث كوّن العديد من المطربين الذين صاروا شيوخا للأغنية فيما بعد، منهم عمار العشاب، رشيد سوكي وغيرهم، حيث أسس الحاج امحمد العنقى للأغنية الشعبية ببصمات فنية خاصة قاد بها مسيرة ثرية ومتنوعة أثمرت حصيلة فنية تتجاوز 360 قصيدة غنائية و130 قرصا. ومن أشهر أغانيه ”لحمام”، ”سبحان الله يالطيف”، ”الحمد لله مابقاش استعمار في بلادنا”. وآخر حفلاته الغنائية أداها حتى الصباح. وبقي الحاج العنقى في علاقة قوية مع جمهوره إلى أن وافته المنية في 23 نوفمبر 1978. وترك تراثا موسيقيا عظيما وقصائد لعمالقة من شعراء الجزائر الكبار، ستبقى خالدة في ريبرتوار الفن الجزائري.