تمر الذكرى 29 لوفاة عميد الأغنية الشعبية و رائد الموسيقى التقليدية الفولكلورية الجزائرية "ايت واعرب محمد ايدير هالو" المدعو في الشعبي الحاج محمد العنقة، من خلال كلمات أغانيه المتعددة وتربيته لأجيال من الموسيقيين الذين اتبعوا خطاه كموسيقي محترف. و محمد الحاج العنقة من مواليد 20 ماي 1907 بالقصبة ، ابتدأ تعليمه بالدراسة في ثلاث مدارس القرآنية، إبراهيم فتاج وبوزارياح. و حاجته للعمل دفعته لينقطع عن الدراسة قبل بلوغه سن الحاد عشر. وعند سن الثالثة عشر، وخلال مشاركته في إحدى المهرجانات، لاحظ أداءه إحدى رواد الاركسترا، الشيخ مصطفى نادور. بعد ذلك قام مصطفى نادور بضم الحاج العنقة إلى أركستراه وأعطاه دور الطاردي أو لاعب الطبل. منذ ذلك الوقت، ابتدأ المسار الفني للحاج محمد العنقة بالازدهار حيث تعلم العزف على الماندولين وهي الآلة الموسيقية التي سترافقه طول مشواره الفني بعد ذلك. لسوء الحظ، توفي الشيخ مصطفى نادور يوم 19 ماي 1926 في شرشال تاركا للعنقة مهام تنظيم المهرجانات. وفي سنة 1927، ابتدأ العنقة التدريب مع الشيخ سيد آه وليد لكحل واستمر ذلك لمدة 5 سنوات. بعد ذلك، أصبحت كولومبيا أهم منتج لأعمال الحاج العنقة وكان لذلك دورا في تقديمه للجمهور عبر راديو الجزائر خاصة بأغنيته الشهيرة "الحمد لله ما بقى الاستعمار في بلادنا". ثلاثة سنوات بعد ذلك، أصبح العنقة مدير هذا الراديو. ومع هذه الشعبية الكبيرة وخلال هذا الوقت، كان للعنقة شرف العزف أمام ملك المغرب. بعد تسجيله مع كولومبيا، تم تشغيله من طرف ألجيريافون و بوليفون. وفي سنة 1937، قام العنقة بإعطاء نفس جديد لفرقته الموسيقية حيث قام بجولة في الجزائر وأوروبا بما في ذلك فرنسا. ومع بداية الأربعينات، كان العنقة يدير الموسيقى براديو الجزائر رافعا بذلك من قيمة الشعبي. وفي وسط الخمسينات، أصبح العنقة أستاذا في أكاديمية الجزائر الشهيرة حيث كان يعطي دروسا في الشعبي. وقدم العنقة عدة اغاني ظلت راصخة في عمق الأغنية الجزائرية منها" سبحان الله يا لطيف، المكناسة ،الحمام لي والفتو، وفاة الرسول عليه الصلاة و السلام " و غيرها . و عند وفاته يوم 23 نوفمبر 1978، كان الحاج محمد العنقة قد كتب حوالي 360 أغنية وأنتج ما يقارب 130 من تسجيله الخاص يقوم اليوم العديد من الموسيقيين من المشي على خطى الموسيقي الشاعرية لهذا الموسيقى العظيم. و للإشارة فان مؤسسة فنون و ثقافة تنظم حاليا برنامج جواري يتضمن إحياء سهرات شعبية في قاعات الميدياتاك و المراكز الثقافية بالعاصمة بمشاركة العديد من الأصوات المتألقة في الأغنية الشعبية أمثال مراد جعفري ، عزيوز رايس، عبد الرحمان قبي و غيرهم إحياءا للذكرى 29 لوفاته . نوال بليلي