كشف الدكتور والباحث أحمد جبار، الوزير السابق، وأستاذ تاريخ العلوم والرياضيات بجامعة ليل الفرنسية، أن عدد العلماء المهتمين بتاريخ العلوم وروادها في الإسلام لا يتجاوز 30 عالما على المستوى الدولي، علما أن نهضة الحضارة الأوروبية كان نتاجا للزخم المعرفي الذي تركته حضارة الأندلس. وأضاف الدكتور جبار خلال محاضرة علمية ألقاها أمس بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، حول الفن والعلوم في أرض الإسلام من القرن الخامس إلى القرن 15 الميلادي، أن الكتاب الورقي ينسى عندما يقع ويظهر التقهقر في المجتمع، مشيرا إلى 100 كتاب تم نقلها من البحوث العربية الإسلامية وترجمته إلى العبرية في حين أن الترجمة ظهرت في العصر العباسي على يد الخليفة المأمون نجل هارون الرشيد. وفي سياق ذي صلة قال الباحث إن منح جائزة نوبل للعلوم مبني على قرارات سياسية لا غير وهو الأمر الذي منع على الأقل 10 باحثين عرب من نيل الجائزة. وفي اتجاه آخر تحدث الوزير السابق عن المبادرة الأوروبية، التي تفطنت من خلالها إلى فكرة تدريس تاريخ العلوم في الجامعات وفق تكوين إجباري في نظام “أل. أم. دي”، وهو الذي أسقط على النظام الجزائري، إلا أن ذلك أدى إلى حدوث ظاهرة تدريس تاريخ العلوم دون تكوين مؤطرين وأساتذة، وخلف نتيجة سلبية تمثلت في تعويض الخطاب العلمي بنظيره الإيديولوجي، منتقدا مفهوم العصرنة الذي قال إنه يتم عند قدرة الشعوب على البحث والتحليل والبحث عن الحلول. وعن الحقبة التاريخية التي غاص فيها الباحث قال إن العالم الموسوعي آنذاك لم يخترع إلا نادرا، كما كشف أن عدد الكتب التي نشرت في التنجيم أكثر من عدد الكتب التي تناولت الفلسفة والطب، وقد وصف فترة العلوم عند الأمويين بكونها لم تأخذ حقها كوننا درسنا الفترة التاريخية بنظرة عباسية.