ألغى في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، القائمون على تنظيم ملتقى الرواد والمبدعين العرب، في دورتها السادسة لهذه السنة التي انطلقت فعالياته، أمس، بالعاصمة القطرية الدوحة، مشاركة حوالي 30 شخصية عربية تنشط في الحقل الإعلامي بمختلف تخصصاته، دون إعطائهم أي توضيحات بخصوص الأسباب والدوافع التي جعلتهم يُقدمون على هذا الإجراء، ساعات قليلة قبل سفرهم إلى دولة قطر. ومست عملية المنع هذه - حسب ما علمت به ”الفجر”- إعلاميين جزائريين، سودانيين، ويمنيين، مقدرٌ عددهم بحوالي 30 إعلاميا، حيث اتصلنا بالإعلامي ومدير المحطة الجهوية لورڤلة، أحمد بن صبان الذي كان من المرشحين لنيل جائزة الرواد والمبدعين العرب، في مجال الإذاعة والتلفزيون، إذ أكد لنا أنه تفاجأ ساعات قليلة قبل سفره إلى قطر، باتصال من الأمين العام للملتقى عبده بلان، يخبره بأن وزارة الخارجية القطرية قد ألغت فرع الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون من هذه الدورة وعليه فلا يمكن لأي إعلامي عربي من الدخول إلى دولة قطر، دون إعطاء المزيد من التوضيحات حول هذه النقطة، أو الدوافع الحقيقية لاتخاذ هذه الإجراءات قبل ساعات قليلة من انطلاق الرحلات الجوية إلى دولة قطر. وفي هذا الصدد، أضاف بن صبان أنه كغيره من الإعلاميين الذين كانوا سيشاركون في فعاليات هذا الملتقى العربي، تلقى اتصالات عديدة من القائمين على التحضير له، لإعلامه بكونه مرشحا رفقة عدد من المبدعين الجزائريين لنيل درع الرواد العرب في مجالات عدة بما فيها مجال الإذاعة والتلفزيون، ليفاجأ ساعات قليلة قبل موعد انطلاق الرحلة باتصال من عبده بلان يعلمه بإلغاء السفر. من جهتنا، اتصلنا بالمنسق مع الملتقى في الجزائر، توفيق ومان، قبل توجهه إلى قطر لمعرفة حيثيات القضية، ليؤكد لنا بأنه تفاجأ بهذا التصرف الذي صدر عن الخارجية القطرية، حسب ما استقصاه من القائمين على الملتقى، منوّها في الوقت ذاته إلى أن هذا التصرف مسّ 30 شخصية إعلامية عربية من بينها الإعلاميين الجزائريين، فيما أكد أن الجزائر ستكون ممثلة بالكاتب عبد المجيد لغريب فقط، بعدما تعذّر سفر المسرحي علي عبدون إلى قطر، حيث صرح ومان بأن مديرية الثقافة لولاية تلمسان رفضت أن تحجز له في رحلة الذهاب إلى قطر. الأمين العام للملتقى يوضّح.. وللاستفسار أكثر حول الموضوع اتصلنا هاتفيا بالأمين العام لملتقى الرواد والمبدعين العرب، عبده بلان، الذي أكّد لنا أن سبب إلغاء مشاركة الإعلاميين العرب في فعاليات الدورة الحالية للملتقى، راجع إلى كون وزارة الثقافة القطرية هي من اختارت أن تكرّم هؤلاء المبدعين العرب، من كتّاب، مسرحيين، سينمائيين، وغيرها من الاختصاصات الثقافية، فيما تجنّبت تكريم الإعلاميين لكونهم لا ينضوون تحت لواء وزارة الثقافة بل وزارة الإعلام. وأردف المتحدث قائلاً إن وزير الثقافة القطري، تلقّى في وقت متأخر طلبات الترشح لنيل أحد جوائز الملتقى، ليفاجأ بأن عليه أن يكرم الإعلاميين العرب، وتجنبا للإحراج مع زملائه في وزارة الاتصال والإعلام، رفض أن يكون فرعيّ الإذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة ضمن المكرّمين في هذه الدورة التي تحتضنها هذه السنة قطر، وهذا ما جعل قرارات الإلغاء تصل متأخرة إلى مختلف الإعلاميين العرب ومن بينهم الجزائريين. ونوّه المتحدث بحرص دولة قطر على أن تكون صرحا ثقافيا وقطبا لمختلف الإعلاميين العرب، لأنه جزء لا يتجزأ من نجاح أي دولة، حسب المتحدث. يذكر أن الملتقى الذي ترعاه جامعة الدول العربية، وتستضيفه وزارة الثقافة القطرية ضمن أنشطة احتفالها بتظاهرة ”الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010”، سيكرّم كوكبة من المبدعين العرب في مجالات الابتكارات العلمية، المسرح، الأدب، الغناء والموسيقى، الفن التشكيلي، المعلوماتية، الدراما التلفزيونية، الطب العربي، فيما تم إلغاء فرعي الإذاعة والتلفزيون، الصحافة المكتوبة.