أثارت العواصف الهوجاء التي اجتاحت ولاية تيارت خلال اليومين الأخيرين، والمصحوبة بزوابع رملية وأمطار ذعرا وقلقا شديدين في أوساط سكان بلديات الولاية، لا سيما قاطني البنايات السكنية الهشة والقديمة، التي يقارب تعدادها حسب إحصائيات مديرية البناء والتعمير خلال سنة 2009 نحو 10000 بناية. تسببت هذه العاصفة في شل حركة المرور في أكثر من 13 بلدية التي تشكل حدود الولاية مع ولايات سعيدة والبيض والأغواط والجلفة وغليزان ومعسكر، بسبب انعدام الرؤية، خاصة على مستوى الطريق الوطني 40 الرابط بين تيارت والجلفة بداية من بلدية قصر الشلالة، والطريق الرابط بين تيارت والأغواط، بالإضافة إلى شل الحركة وتوقفها بين ولايتي تيارت وغليزان ووهران، عبر الطريقين الوطنيين 40 و23 بداية من بلدية الرحوية، بسبب انعدام الرؤية والرمال التي غطت جل هذه الطرقات. كما أدت العواصف الهوجاء إلى انهيار جزئي لمسكن تقطنه عائلة متكونة من سبعة أفراد بشارع الشهداء بمدينة فرندة، خلف خسائر مادية معتبرة للمبنى وإصابة الزوجة بصدمة نفسية، ما استوجب نقلها إلى مستشفى ابن سينا حسب محضر المعاينة للأمن ومصالح الحماية المدنية للمنطقة. كما تسببت هذه العاصفة في قطع التيار الكهربائي في أكثر من 10 بلديات بالجهة الجنوبية للولاية، على غرار بلديات تخمارت، الرصفة، مادنة وسيدي عبد الرحمان. أما عن البدو الرحل من موالي ولاية تيارت ومختلف ولايات الجوار التي تعسكر بآلاف رؤوس الماشية طلبا للكلأ في سهوب المنطقة، فقد عبثت الرياح بالعشرات من خيمهم، ما حتم على العديد من هؤلاء البدو الرحل قضاء المدة التي استغرقتها العاصفة في العراء، رفقة عائلاتهم. وعلى مستوى المدن الداخلية تسببت العاصفة في انقطاع الإنارة العمومية، واقتلاع بعض الأشجار خاصة بمدينتي فرندة وقصر الشلالة، الأمر الذي أدخل السلطات المحلية ومختلف أسلاك الأمن والحماية المدنية بولاية تيارت في حالة تأهب قصوى، تحسبا لمجابهة مثل هذه الطوارئ التي لا تزال مصالح النظافة بالمنطقة تعمل جاهدة لرفع مخلفاتها.