رصد بولاية النعامة غلاف مالي بأكثر من واحد مليار دينار لتمويل مشاريع مكافحة التصحر وإنجاز المحميات الرعوية، كما علم من مصالح المحافظة السامية لتطوير السهوب. وتهدف هذه العمليات إلى حماية الإرث الإيكولوجي للمنطقة والتصدي لعوامل طبيعية تهدد النطاق السهبي منها ظاهرة زحف الرمال، عن طريق إشراك عدة هيئات وجمعيات محلية، إضافة إلى تنظيم نشاطات علمية تخص القيام بإحصاء دقيق للأنواع البيئية المختلفة المتواجدة بالفضاء الرعوي وكذا العمل على التحسيس بأهمية التربية البيئية. كما تندرج هذه العمليات أيضا في إطار تثمين الثروة النباتية والعلفية التي تحتوي عليها مراعي الولاية المتربعة على مساحة تفوق 2.2 مليون هكتار والتي عرفت تراجعا ملحوظا لمختلف أنواعها خاصة النادرة والمحمية منها، لأسباب مناخية وأخرى تتعلق بتناقص الموارد المائية وانتشار ظاهرة الرعي المكثف. وأوضح نفس المصدر أن أهم العمليات التي شرع في تجسيدها خلال سنتي 2008 و2010، تتعلق بتعبئة موارد السقي وتوفير وسائل إرواء المواشي للفلاحين والموالين عن طريق استغلال المياه السطحية، إنشاء السدود التحويلية وبناء ثمانية آبار عبر بلديات تتميز بطابعها الفلاحي الرعوي مثل صفيصيفة، القصدير، عين بن خليل وعسلة. كما أن العمل متواصل لتكثيف عدد السدود التحويلية المساهمة في الري السهبي وتوسيع مساحاته التي تتجاوز حاليا 12 ألف هكتار من المراعي المنخفضة المسقية التي توجه إليها مياه الأمطار والسيول من المرتفعات، ما يسمح بانتعاش الغطاء النباتي بتلك المناطق. وبخصوص تكثيف زراعة الأعلاف تم رصد 150 مليون دينار، بعد أن لوحظ في السنوات الأخيرة نجاح هذه العملية لدى الموالين وانتعاش للمراعي التي غرست بها أنواع علفية تتلاءم وطبيعة ومناخ المنطقة كالقطفة، الفصة، الرثم والبطم وغيرها. وذكر المصدر أن المشاريع الأخرى الخاصة بحماية المساحات الرعوية والجارية أشغالها بسهوب الولاية، تتمثل في إنجاز 4500 متر طولي من السواقي و1200 أخرى من الآبار، علاوة على تجسيد مشاريع أخرى تتعلق بتزويد 230 سكنا بالمناطق الريفية بالطاقة الشمسية.