ينتظر الروائي، واسيني الأعرج، صدور الطبعة الجزائرية لروايته الموسومة ب”البيت الأندلسي”، بعد صدورها في بيروت في طبعتين متتاليتين، عن دار الجمل، كما سيقوم الروائي بتقديمها لقرائه بعدة مدن جزائرية حيث سيوقّع حضوره بمدينة الجسور المعلقة وذلك بدعوة من مديرية الثقافة للمدينة، في السادس والعشرون من الشهر الجاري، كما سيوقّع حضوره بكل من مدينة خنشلة، سكيكدة، تلمسان، ورڤلة والجزائر العاصمة مطلع السنة القادمة. وكانت ”دار الجمل” قد أطلقت منذ أسابيع الطبعة الثانية من الرواية، بعد نفاد نسخ الطبعة الأولى بمعرض بيروت العربي للكتاب. تنطلق رواية ”البيت الأندلسي”، حسب ما جاء في غلاف الطبعة الجديد، من فكرة بسيطة، دار أندلسية عتيقة تريد السلطات والديوان العقاري تهديمها لاستغلال مساحتها الأرضية لبناء برج كبير (برج الأندلس)، ولكن ساكن البيت (مراد باسطا) وهو الوريث الشرعي له، يرفض فكرة التهديم، ويقترح على السلطات ترميمه وتحويله إلى دار للموسيقى كما كان دائما. يعيش القارئ من خلال استماتة مراد باسطا وصراعه، تاريخ نشوء البيت الأندلسي الذي بناه غاليلو، أو ما يعرف بسيدي أحمد بن خليل الموريسكي، الفار من محاكم التفتيش المقدس، في القرن السادس عشر، وفاء لحبيبته سلطانة بالاثيوس، ثم لحظة استيلاء الأتراك عليه بعد اغتصاب صاحبته مارينا، من طرف القرصان دالي مامي، ثم عهد الاحتلال الفرنسي الذي تحوّل البيت معه إلى أول دار بلدية في الجزائر المستعمرة، قبل أن يأتي جونار، حاكم الجزائر العام في بداية القرن العشرين، فيحوله إلى دار للموسيقى. بعد الاستقلال يستمر البيت في وظيفته الفنية قبل أن يتكالب عليه الذين تسميهم الرواية ”الورثاء الجدد”، ورثاء الدم والمصالح الغامضة، فيُهدم نهائيا، ما آل في البيت الأندلسي لا يخص الجزائر وحدها، بل هو استعارة لما يحدث في كل الوطن العربي من معضلات اجتماعية وثقافية تتعلق بصعوبة استيعاب الحداثة في ظل غياب كلي للديمقراطية والعقل. يذكر أن هذه الرواية كانت مرشحة لنيل جائزة ”بوكر للرواية العربية”، في طبعتها الرابعة للسنة الجارية، ولكنها خرجت الأسبوع الفارط من سباق القائمة القصيرة، فيما خرجت أيضا من سباق أفضل كتاب عربي. هذه الجائزة التي أطلقتها مؤسسة الفكر العربي ببيروت، مطلع السنة، نالها مؤخرا الكاتب المصري سمير أبو زيد عن عمله الموسوم ب” العلم والنظرة العربية إلى العالم”.