أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة مؤخرا شابا في مقتبل العمر بالسجن النافذ لثماني سنوات بعد أن قاده تهوره إلى التورط في قضية التسبب في عاهة مستديمة لشاب آخر كان إلى غاية وقت الحادثة صديقا مقربا له والذي ما زال يعاني من تبعات تلقيه ضربة قوية على مستوى العين اليسرى، حيث أكدت كل التقارير الطبية أنها باتت عاجزة بنسبة 90 بالمئة عن أداء وظيفتها.. وعن وقائع الخلاف الذي حول صداقة المتهم و الضحية إلى عداوة غير مسبوقة، قال الطرف المتضرر في شكواه التي قدمها أمام مصالح الأمن الحضري ببلدية بوعرفة بالبليدة بتاريخ ببوعرفة بتاريخ 24 جانفي 2010، أنه تعرض إلى اعتداء جسدي من قبل المتهم” خ.ف” 2 سنة الذي وجه له ضربة قوية بواسطة عصا خشبية سببت له جروح خطيرة على مستوى العين اليسرى والحاجب، ما استدعى نقله على جناح السرعة إلى العيادة المتعددة الخدمات قبل أن يتم تحويله إلى متشفى فرانتز فانون لإجراء عملية جراحية دقيقة بغية إنقاذ عينه، وبالرغم من مكوثه عاما كاملا بالمستشفى إلا أن الضرر كان أكبر من أي تدخل طبي. بينما لم يتعد سبب هذا الخلاف الذي عالجته جنايات البليدة صفقة بيع خاتم فضي لم تتجاوز قيمته المالية 300 دج، والذي كان من نصيب المتهم الذي راح يتماطل في دفع هذا الثمن لصاحبه الذي أصر على استرجاعه في حال لم يتم تسديد المقابل، وهو ما أثار حفيظة الجاني الذي أراد بالرغم من ذلك الاحتفاظ بالخاتم، ولما لم يتمكّن انتقم لنفسه بتوجيه له عدة ضربات على مستوى مقدمة سيارة غريمه قبل أن يتشابك معه بالأيدي وينتهي الخلاف بفقدان عين الضحية للبصر. وبالرغم من تناسق أقوال هذا الأخير في جميع أطوار القضية، إلا أن المتهم “خ.ف” 25 سنة، أصر يوم محاكمته على إنكار كل ما نسب إليه مدعيا أن الضحية كان أول من بادر إلى التعدي عليه ما اضطره إلى الدفاع عن نفسه بتلك الطريقة. إلا أن هيئة المحكمة كوّنت قناعة أخرى طيلة فصول المرافعة والمناقشة لتعود بعد المداولات وتقر بالحكم الذي سبق ذكره، فيما يبقى التساؤل مشروعا لكل من حضر هذه المحاكمة، ماذا كان ليحدث لو أن سبب الخلاف كان خاتما من ذهب؟!