عاشت قسنطينة، ليلة الخميس إلى الجمعة، على وقع انتفاضات شبانية طالت مختلف بلديات الولايات، أعنفها كانت ببلدية زيغود يوسف، حيث تم تكسير وتخريب العديد من المرافق العمومية وفي مقدمتها مؤسسات تربوية. وأكد أمس مصدر مسؤول بالأمن المركزي بقسنطينة أنه لم يتم توقيف ولا شخص واحد لغاية الظهيرة تحول الاحتجاج الذي قام به بعض سكان بلدية زيغود يوسف بقسنطينة، ليلة أول أمس، لأعمال شغب وحالة غليان غير مسبوقة في أنحاء متفرقة من البلدية، حيث تم تكسير وتخريب العديد من المرافق، وحاول اللصوص انتهاز الفرصة وسط المحتجين على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لاقتحام بعض الهيئات العمومية التي تحوي أجهزة قيمة كالمؤسسات التربوية التي تعرضت بالدرجة الأولى لعمليات تخريب واسعة نتج عنها تخريب عدة أجهزة كومبيوتر وسرقة أخرى، فضلا عن تحطيم الأبواب والنوافذ. وفيما حاول بعض العقلاء الاحتجاج أمام مقر الدائرة والبلدية، عمد المخربون إلى تحطيم بعض المرافق الحيوية كمحطة القطار ومبنى المحكمة وأعمدة الكهرباء عبر عدة شوارع رئيسية، وكذا المؤسسات التربوية كمتقن جابر بن حيان، متوسطة حسيني خوجة، فيما تعرضت ثانوية بولمعيز علي والمتوسطة الجديدة بمشتة سيدي العربي للسرقة والتخريب، حيث تم تسجيل عدد معتبر من الخسائر المادية ناجمة أساسا عن تحطيم الأبواب والواجهات الزجاجية وغيرها، ولولا تدخل السلطات المحلية بمعية أعوان الأمن لتفريق المخربين لكانت الخسائر أكبر حجما، سيما وأن الاحتجاجات انطلقت في وقت ليس بمتأخر ليلا “حوالي الثامنة”، وذلك بقطع الطريق الوطني رقم 3 من جهتين على مستوى مداخل البلدية، حيث تم إضرام النيران في عجلات وإطارات السيارات ووضع المتاريس. وفي مدينة قسنطينة خرج متظاهرون غاضبون أغلبهم من الشبان في حدود التاسعة من ليلة الخميس إلى الجمعة، حيث قاموا بمحاصرة المدينة بقطعهم لكل المداخل والمنافذ على مستوى مناطق عوينة الفول وحي سدي مسيد مرورا إلى بكيرة ببلدية حامة بوزيان ووصولا إلى منطقة الجلولية على الطريق الوطني رقم 27 الرابط بين عاصمة الشرق وجيجل. كما شهدت مدينة الخروب عمليات مماثلة تسببت في خسائر مختلفة خاصة بالنسبة لعدد من أصحاب المركبات الذين دفعوا الثمن غاليا، حيث كسرت واجهات سيارات، وحاول المحتجون اقتحام مقر البلدية. ومن جهتها لم تسلم مدينة عين السمارة هي الأخرى من موجة الغضب، حيث تم قطع الطريق الرئيسي العابر لوسط المدينة بوضع المتاريس وإضرام النيران في العجلات المطاطية. وعاود، صبيحة أمس، سكان حي الجلولية ببلدية حامة بوزيان الحركة الاحتجاجية، حيث تم قطع الطريق الوطني رقم 27 الذي يشهد حركية كبيرة، ما أرغم قوات الأمن على التدخل لتفرقتهم.