كانت بلدية حامة بوزيان ثالث أكبر مدن عاصمة الشرق الأكثر تضررا في أحداث الشغب التي اندلعت مساء أول أمس، حيث تسببت في إصابة دركي بكسر على مستوى الرجل وجرح زميلين له، وذلك خلال عملية تدخل على مستوى حي الشركات لتفريق المحتجين كما تعرضت ثانوية بوراس بوسط المدينة إلى عمليات نهب ولصوصية وتخريب غير مسبوقة، في حين تمكنت مصالح الأمن من حماية مقر البلدية الجديد الذي طالت واجهته الأمامية غضب المنتفضين. شهدت حامة بوزيان انتفاضة حقيقية، حيث أن كل الأحياء سواء بوسط المدينة أو بالحامة السفلى كانت مسرحا لعمليات تخريب وقطع للطرق بالمتاريس وإضرام النار في العجلات المطاطية. ولعل أخطر الاحتجاجات تلك التي وقعت بحي الغيران، حيث أقدم المحتجون على اقتحام ثانوية بوراس وسلب ونهب كل ما كان بداخلها من أجهزة إعلام آلي وطاولات وكراس ومستلزمات المطبخ ومبالغ مالية من المقتصدة. والأخطر أن المقتحمين لم يكتفوا بذلك بل فتحوا مفاتيح غاز المطبخ وأضرموا النار هناك، ووقفوا في باب مدخل الثانوية ليمنعوا رجال الحماية المدنية من الدخول، ولولا تدخل قوات الأمن لحدثت كارثة في المدينة، حيث نجح رجال الحماية في قطع الغاز وإخماد النيران. وقد بدت أول أمس الخسائر فادحة في ثانوية بوراس من خلال معاينتنا لما خلفه جنون شبان أغلبهم من المراهقين لا علاقة لهم بارتفاع الأسعار أو أشياء أخرى، بل بدا همهم السرقة والنهب والتخريب لا غير، وواضح أن المتمدرسين بهذه الثانوية سيحرمون لأيام من الدراسة حتى لا نقول أسابيع. وغير بعيد عن ثانوية بوراس تعرض المركز الثقافي لوصيف إلى عمليات تخريب ونهب مماثلة، ونفس المشهد كان بمركز التكوين المهني قيطوني بمنطقة بن الشاوي. وبحي الشركات تسببت الاحتجاجات في حدوث مشادات مع رجال الدرك الوطني في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، حيث أصيب دركي بكسر على مستوى الرجل، كما أصيب دركيان بجروح متفاوتة الخطورة، وبالمقابل تعرض عدد من المحتجين إلى إصابات مختلفة نتيجة تدخل قوات الدرك باستعمال الغاز المسيل للدموع. وفي سياق آلة التدمير حاول المحتجون اقتحام مقر بلدية حامة بوزيان وتخريب المقر الجديد، حيث تم تكسير واجهات البناية التحفة التي ينتظر أن تسلم خلال الأسابيع القليلة ولولا التواجد المكثف لرجال الأمن أمام مقر البلدية لكانت النتائج وخيمة. وعانى المسافرون الأمرين على الطريق الوطني رقم 27 الرابط بين جيجلوقسنطينة، حيث تم قطعه على مستوى مناطق زقرور العربي وغمريان والجلولية وبشير طيلة أول أمس، وقد سجلنا شللا تاما في حركة المرور وتكسير واجهات عدة سيارات لمواطنين. ملثمون يفرضون مبالغ ويجردون العابرين من هواتفهم النقالة ببكيرة وانتهزت عصابات إجرامية ومجموعات أشرار الوضع من أجل الاعتداء على المواطنين وسلب ممتلكاتهم، وهو الأمر الذي وقع بمنطقة بكيرة التابعة إقليميا لبلدية حامة بوزيان والواقعة على بعد 4 كلم عن وسط مدينة قسنطينة، حيث انتشر ملثمون كان أصحاب السيارات ضحايا لتجاوزاتهم الإجرامية الخطيرة، حيث كانوا يفرضون عليهم دفع مبلغ 200 دج مقابل المرور من الحاجز الذي وضعوه بالطريق الرئيسي العابر للمنطقة على مستوى الكورنيش، لتتحول ساعات من بعد ذلك وفي غياب الأمن إلى تجريد العابرين من هواتفهم النقالة والمبالغ المالية، والرافض يقابل بتكسير الواجهة الأمامية للسيارة والضرب.