شهد الطريق السريع الرابط بين البليدة والعاصمة، مساء أول أمس، مشادات ومواجهات بين شبان غاضبين ومحتجين، تحدوا وواجهوا قوات الدرك الوطني التي استعملت القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، بعدما أغلقوا جهتي الطريق على مرحلتين، الأولى بمدخل “البليدة” والثانية في مفترق الطرق المؤدي إلى مدينة “شفة”، ما شل حركة المرور في الطريق السريع. عاش مساء أول أمس المسافرون وأصحاب السيارات والشاحنات موجة من الهلع والخوف عبر الطريق السريع الرابط بين ولايتي البليدة والجزائر، بعدما خرج العشرات من الشبان الغاضبين والمحتجين القاطنين بمشاتي وبساتين جهتي الطريق السريع، حيث تمركزوا على حافتي الطريق السريع وشكلوا جماعات مكونة بين 4 إلى 6 أشخاص، استعانت بالقمصان والخمارات واستعملتها كلثام لإخفاء الوجوه، مخافة أن تنكشف لدى مصالح الأمن من درك وشرطة، التي عملت في شكل دوريات متنقلة بالسيارات والشاحنات عبر العديد من محاور الطريق السريع، لكن ذلك لم يمنع موجة الغضب والاحتجاج من أن تمتد على طول الطريق السريع، وعبر العديد من محاوره بعدما تسلح هؤلاء الشبان بالمتاريس وأغصان الأشجار كبيرة الحجم والحجارة وأكياس التربة لإغلاق الطريق وسده أمام السيارات والحافلات والشاحنات. وهذا من أجل عرقلة حركة المرور، ليشرعوا بعدها في رشقها بالحجارة ومحاولة الهجوم والاعتداء على ركابها، وسط صراخ من كانوا على متنها من هول إقبال الشبان الغاضبين عليهم. ومن فوق حواف الطريق السريع المكونة من الإسمنت المسلح، عمد المتظاهرون إلى رشق سيارات وشاحنات الجهة المقابلة للطريق السريع، ما جعل السائقين يصابون بالذهول ويخفضون السرعة تارة، ويرفعونها تارة أخرى، خوفا من أن تتعرض مركباتهم إلى أضرار هم في غنى عنها. وعبر محول الطريق السريع غير بعيد عن مدخل مدينة “شفة”، تجمهر العديد من الشباب الغاضب، وقاموا بغلق الطريق الثانوي بالمتاريس والعجلات المطاطية المحترقة، مستعينين بأغصان الأشجار، ما جعل سائقي السيارات والشاحنات يتوقفون تجنبا للاعتداء، ما حول الطريق السريع انطلاقا من مدينة “شفة” حتى مدخل مدينة “وادي جر” إلى طريق خال من حركة المرور وبدا وكأنه لم تسلكه المركبات منذ مدة.