أكد مسؤول سوداني في العاصمة الأردنية عمّان، أمس، أن حكومة بلاده لا تثق في وعود الأمريكيين في ما يتعلق برفع العقوبات عن السودان بعد انفصال الجنوب. وقال إبراهيم أحمد عمر مستشار الرئيس السوداني الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي بالسفارة السودانية في عمّان ”الأمريكيون غذوا النزعة الانفصالية لدى الجنوبيين” ”كذب علينا الأمريكيون كثيراً في ما يتعلق بموضوع رفع العقوبات ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وسبق أن وعدونا برفع العقوبات بعد توقيع اتفاقية نيفاشا واتفاقية جوبا، لكنهم لم يلتزموا بأي من وعودهم نحن باختصار لا نثق بهم”. واتهم المسؤول السوداني واشنطن والدول الأوروبية بتشجيع الحركة الشعبية في جنوب السودان على الانفصال، وقال إن ”الأمريكيين تعاملوا بخبث في هذا الموضوع وغذوا النزعة الانفصالية لدى الجنوبيين”. وكان المسؤول السوداني نقل رسالة من الرئيس عمر البشير إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، تناولت العلاقات بين الخرطوم وعمان، إضافة إلى التطورات التي يشهدها السودان. وأكد عمر أن حكومة بلاده ستقبل نتائج الاستفتاء مهما كانت، وقال إن السودان سيكون أول دولة تعين سفيراً لها في جوبا، كما ستقدم كافة أشكال المساعدة لدولة الجنوب الناشئة. وكان مسؤول أمريكي أعلن أن السودان سيُسحب اعتباراً من جويلية المقبل من لائحة الدول التي تعتبرها واشنطن مشاركة في الإرهاب، في حال احترمت الخرطوم نتائج استفتاء تقرير المصير في الجنوب. وقال كبير المفاوضين حول السودان برنستون ليمان في تصريحات صحافية ”في حال جرى الاستفتاء بشكل جيد، وفي حال اعترفت الحكومة (السودانية) بنتائجه، فإن الرئيس أوباما سيعلن عن نيته البدء بعملية سحب” السودان من اللائحة السوداء. وأضاف ”إنها عملية تأخذ بعض الوقت، لكن في حال كان هناك التزام في إطار الاستفتاء، فإن الأمل هو في أن يلبي السودان جميع الشروط كي يتم عمل ما في جويلية”. وللخروج من لائحة الدول التي تدعم الإرهاب، يجب أن يمتنع السودان أيضاً عن تقديم أي مساعدة ”مباشرة أو غير مباشرة” للحركات الإرهابية، حسب ما أعلن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية جوني كارسون. وأشار مع ذلك إلى أنه حتى ولو سُحبت الخرطوم من اللائحة، فإن واشنطن ستدعو دائماً الرئيس السوداني عمر البشير إلى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب إبادة في دارفور (غرب السودان). وأضاف كارسون ”بالرغم من كل شيء، فنحن نسعى إلى إقامة أفضل علاقة مع الحكومة السودانية، وهو أمر ممكن”.